حقق مشروع الجسر الجديد في بنزرت خطوة مفصلية في مسار إنجازه، حيث أعلنت الشركة الصينية المكلفة بالجزء الثاني – والأهم – من الأشغال عن هدفها المتمثل في إنهاء الأسس العميقة للدعائم الرئيسية بحلول نهاية سنة 2025. وقد جاء هذا الإعلان يوم الثلاثاء 17 جوان، خلال زيارة عمل قادها سفير الصينبتونس، وان لي، بحضور والي بنزرت، سالم بن يعقوب، وعدد من المسؤولين من بينهم ليليا السيفاوي، رئيسة وحدة التصرف حسب الأهداف بالمشروع، ويو يي تشيانغ، المدير العام لشركة "سيتشوان تونس". تفقد ميداني وتقدم ملموس عقب اجتماع تنسيقي بمقر الولاية، قامت الوفود بزيارة ميدانية إلى مواقع مختلفة في بنزرت الجنوبية وزرزونة ومنزل جميل. وتم الاتفاق على استكمال الأشغال الخاصة بالأسس الأرضية في أجل أقصاه جويلية 2025، بالتوازي مع تركيز الجسور المؤقتة الضرورية لانطلاق الأشغال في البحر. وقد تم الانتهاء من الأعمال التمهيدية، بما في ذلك تهيئة قواعد الورشة، وعمليات الرفع الطوبوغرافي والدراسات الجيوتقنية. ويُعزز هذا النسق المنتظم، المدعوم باجتماعات قطاعية وزيارات ميدانية، من جدية الجدول الزمني المعتمد. بنية تحتية استراتيجية بكلفة 761 مليون دينار يمتد مشروع جسر بنزرت، الذي تُقدّر كلفته الجملية ب761 مليون دينار، على مسافة تفوق 9 كيلومترات، وهو مقسم إلى ثلاث حزم أشغال. وقد بلغت نسبة التقدم في الحزمتين الأولى والثالثة، المسندتين إلى شركات تونسية، حوالي 65%. غير أن الحزمة الثانية، والتي أوكلت إلى مجموعة "سيتشوان" الصينية مقابل 610 ملايين دينار، تمثل النواة التقنية للمشروع. وهي تشمل تشييد الجسر الرئيسي بطول 2.1 كلم، يضم 19 ممرًا بعلو يصل إلى 60 مترًا، ما يتيح عبورًا آمنًا للبواخر عبر قناة بنزرت. وسيكون الجسر من المعدن، ذو مسلكين، ومغطى بالخرسانة المسلحة، ومصممًا لتحسين انسيابية الحركة اللوجستية بين الميناء والشبكة الوطنية للطرقات. الانتهاء من الأشغال خلال الثلاثي الثالث من سنة 2027 وفقًا للرزنامة التعاقدية، من المنتظر أن يتم تسليم الجسر بالكامل خلال الثلاثي الثالث من سنة 2027. وبمجرد دخوله حيّز الاستغلال، يُتوقع أن يُساهم في تخفيف الازدحام وسط مدينة بنزرت، وتقليص أوقات التنقل، وتعزيز الديناميكية الاقتصادية في شمال البلاد. ويمثل هذا المشروع، الذي يُعدّ رمزًا للتعاون الصيني-التونسي، نموذجًا لنقل الخبرات، والمتابعة الدقيقة، والانعكاسات الملموسة على التشغيل المحلي، وتحديث البنية التحتية المينائية، وتطوير المناطق المحيطة. وهي نقلة نوعية تعزز من طموح بنزرت في أن تتحول إلى قطب لوجستي استراتيجي في الحوض المتوسطي.