تستعد الصين للكشف عن نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي والمنتجات التقنية الثورية في غضون 18 شهرًا القادمة، في خطوة قد تشكل نقطة تحول كبيرة في مجال التكنولوجيا العالمية. تصريحات تشو مين، الذي كان يشغل منصب نائب محافظ بنك الشعب الصيني سابقًا، لوكالة بلومبيرغ كشفت عن طموحات الصين في تطوير تقنيات مشابهة لنماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية ولكن بتكلفة منخفضة. "ديب سيك": ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي تعتبر شركة "ديب سيك" من أبرز الابتكارات التي فاجأت السوق العالمي في وقت سابق. هذه الشركة الصينية قدمت نموذجًا للذكاء الاصطناعي يمكنه محاكاة النماذج الأمريكية الشهيرة مثل GPT-3 ولكن بنصف التكلفة. هذه الخطوة لم تقتصر على تقليل التكاليف فقط، بل ساعدت أيضًا في تقليص هيمنة الشركات الأمريكية الكبرى على مجال الذكاء الاصطناعي. وقد أحدث نموذج "ديب سيك" ضجة عالمية بعد أن أظهر قدرة الصين على إنتاج تقنيات متطورة وبأسعار تنافسية للغاية، ما ساهم في تراجع قيم أسهم الشركات الكبرى في المجال ذاته، مثل OpenAI وGoogle، التي كانت تتفوق في هذا المجال. دعم حكومي وقاعدة مستخدمين ضخمة تشير تصريحات تشو مين إلى أن الحكومة الصينية، إلى جانب العامل البشري المحلي وقاعدة المستخدمين الواسعة في الصين، تسهم بشكل كبير في دفع هذا التحول التكنولوجي. وقال تشو إن الابتكارات الصينية لم تقتصر على التطوير التكنولوجي، بل أنها تعمل أيضًا على تعزيز الاقتصاد الصيني من خلال هذه التكنولوجيا المتقدمة. وأضاف تشو أن الصين تواجه تحديات كبيرة بسبب العقوبات التجارية الأمريكية، التي جعلت من الصعب على الشركات الصينية الوصول إلى الشرائح الأساسية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وبالتحديد، تأثرت الشركات الصينية جراء منع الوصول إلى بطاقات "نفيديا" الرائدة، وهو ما دفعهم للاعتماد بشكل أكبر على تقنيات شركة "هواوي" التي تقوم بتصنيع الشرائح الخاصة بها. التحديات والتوقعات المستقبلية على الرغم من التحديات التي تواجهها الصين بسبب القيود التجارية، فقد أكد تشو مين أن ظهور "ديب سيك" قد ساعد في تعزيز الثقة في السوق الصينية، خاصة فيما يتعلق بالأسهم التي تشهد نموًا ملحوظًا بفضل هذه الابتكارات التقنية. كما شدد على أن هذه التقنيات ستزيد من تأثير الصين في الاقتصاد العالمي، وأن الصين ستستمر في دفع حدود الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، رغم القيود المفروضة عليها. الذكاء الاصطناعي يعزز الاقتصاد الصيني ووفقًا لتقرير بلومبيرغ، فإن التكنولوجيا الصينية أصبحت تساهم بشكل متزايد في الناتج المحلي الإجمالي للصين. ففي عام 2024، ساهمت الشركات التقنية في الصين بنسبة 15% من الناتج القومي، وهو ما يمثل زيادة مقارنة بنسبة 14% في العام السابق. ويتوقع التقرير أن تصل هذه النسبة إلى 18% بحلول عام 2026، وهو ما يوضح أهمية التكنولوجيا في النمو الاقتصادي للصين. وأضاف تشو أن العقوبات التجارية الأمريكية كان لها تأثير سلبي على التجارة العالمية، مما جعل سلاسل التجارة العالمية أبطأ من العام الماضي. وأشار إلى أن المواطن الأمريكي سيشعر ب التضخم في الاقتصاد مع حلول أغسطس المقبل نتيجة لتأثير هذه السياسات. الصين في طريقها للهيمنة على الذكاء الاصطناعي مع تزايد الاستثمارات الصينية في الذكاء الاصطناعي، ونجاح "ديب سيك" في تقديم تقنيات بأسعار منافسة، تسعى الصين إلى تحدي الهيمنة الأمريكية في هذا المجال. إن الابتكارات الصينية قد تكون نقطة تحول في معركة الذكاء الاصطناعي بين القوى العظمى، ما يجعل من المستقبل التكنولوجي للصين أكثر إشراقًا، ويعزز موقعها كقوة عظمى في مجال التكنولوجيا العالمية.