في ظل مناخ جيوسياسي متوتر واقتصاد عالمي لا يزال هشًا، يواصل الذهب ترسيخ مكانته كأصل آمن وملاذ تقليدي في أوقات الأزمات. ووفقًا لأحدث بيانات مجلس الذهب العالمي، فإن ما يقارب 75٪ من البنوك المركزية في العالم باتت تعتبر المعدن الثمين أصلاً استراتيجياً ضرورياً لتعزيز الاحتياطات الوطنية في مواجهة التقلبات المالية والنقدية. وفي هذا السياق من إعادة تشكيل التوازنات الاقتصادية العالمية، صعدت روسيا إلى المرتبة السادسة في ترتيب الدول الأكثر امتلاكاً لاحتياطات الذهب. وحتى تاريخ 1 جويلية 2025، بلغت احتياطات روسيا من الذهب نحو 2.330 طنًا، موزعة أساسًا بين موسكو وسانت بطرسبورغ ويكاترينبورغ، وتقدّر قيمتها بنحو 248,7 مليون دولار. لكن هذا التوجه نحو شراء الذهب لا يقتصر على روسيا فحسب. إذ تواصل الصين اعتماد سياسة شرائية نشطة، حيث اقتنت 12,75 طنًا من الذهب خلال الربع الأول فقط من سنة 2025. أما الهند، فقد قامت مؤخرًا بإعادة نقل نحو 100 طن من احتياطاتها إلى أراضيها، في خطوة تعكس رغبة متزايدة لدى العديد من الدول في تأمين ذهبها داخل حدودها الوطنية. قائمة الدول العشر الأولى عالميًا من حيث احتياطات الذهب الرسمية: 1. الولاياتالمتحدة – أكثر من 8.100 طن، مُخزّنة أساسًا في حصن نوكس بولاية كنتاكي، ما يجعلها في صدارة الترتيب بفارق كبير. 2. ألمانيا – حوالي 3.350 طنًا، موزعة بين فرانكفورت ونيويورك ولندن. 3. إيطاليا – حوالي 2.450 طنًا، موزعة بين روماوالولاياتالمتحدةوسويسرا والمملكة المتحدة. 4. فرنسا – نحو 2.430 طنًا، محفوظة في الموقع الشهير تحت الأرض المعروف بLa Souterraine في باريس. 5. الصين – 2.430 طنًا، مع سياسة شراء مستمرة وتخزين مركزي في بكين. 6. روسيا – 2.330 طنًا، متركزة في مدنها الكبرى. 7. سويسرا – 1.040 طنًا، منها 70٪ في برن، والبقية موزعة بين كندا والمملكة المتحدة. 8. الهند – 880 طنًا، موزعة بين مومباي ولندن، مع توجه واضح لإعادة توطين الاحتياطات. 9. اليابان – 846 طنًا، مخزّنة بالكامل في طوكيو، في ظل تحوّلات في السوق المحلي للذهب. 10. تركيا – 624 طنًا، جزء منها محفوظ في أنقرة، بدعم من مجلس الذهب العالمي. يعكس هذا الإقبال المتزايد على الذهب شعورًا مشتركًا لدى القوى الكبرى بالخطر: تصاعد المخاطر الجيوسياسية، الاحتكاكات التجارية العالمية، وهشاشة النظام النقدي الدولي الخاضع لهيمنة الدولار الأمريكي. لذلك، يُنظر إلى التوجه نحو الأصول الملموسة، مثل المعدن الأصفر، كخيار استراتيجي دفاعي على المدى الطويل. ومن خلال تكثيف عمليات الشراء، تؤكّد روسيا رغبتها في تعزيز سيادتها النقدية والانخراط في ديناميكيات الأسواق العالمية الجديدة. ويرجّح أن تتسارع هذه الظاهرة خلال السنوات القادمة، مع سعي البنوك المركزية حول العالم إلى تنويع أصولها تحسبًا للمزيد من الأزمات المتكررة. تعليقات