تكشف المؤشرات الاحصائية ان تونس تتمتع بإمكانات كبيرة للتصدير نحو السوق الجزائرية، يمكن تطويرها بشكل ملموس إذا ما تمكن المصدّرون التونسيون من استغلال الطاقات غير المستغلة في بعض المنتجات الفردية. ويُقيَّم أداء الصادرات التونسية في السوق الجزائرية من خلال تموقع تونس التنافسي العام من حيث حصص السوق وديناميكية الطلب حسب المنتج، مع التركيز على المزايا التفاضلية التي تتمتع بها البلاد في هذه السوق. وتبرز ذات المؤشرات أنه رغم القرب الجغرافي والثقافي بين تونس والجزائر، فإن المبادلات التجارية بين البلدين ما تزال دون المستوى المأمول والأهداف المرجوّة. نحو مزيد إشعاع القطاعات التصديرية دفعا لحضور تونس في السوق الجزائرية ودعم المبادلات الاقتصادية للبلاد على المستوى الإقليمي، أشرف وزير التجارة وتنمية الصادرات، السيّد سمير عبيد، يوم أمس الثلاثاء 15 جويلية 2025، على اجتماع خُصص لمتابعة الاستعدادات وتقديم التصوّر النهائي لمشاركة تونس في الدورة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية 2025، المزمع تنظيمها بالعاصمة الجزائرية من 4 إلى 10 سبتمبر 2025، تحت شعار "بوابة إلى فرص جديدة"، وذلك في إطار فريق تونس للتصدير. وشهد الاجتماع، وفق بلاغ للوزارة، تبادلا للرؤى وتقييما لمستوى التحضيرات والاستعدادات الجارية وتعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف المتدخلة لضمان مشاركة تونسية ناجحة وفعالة وتزيد في إشعاع القطاعات التصديرية. وفي هذا الصدد، أكد السيد سمير عبيد على ضرورة الاستعداد الجيد لهذه التظاهرة مشيرا إلى أهميتها ودورها في تعزيز التبادل التجاري بين تونس والدول الإفريقية مبينا أن المشاركة التونسية تتطلب تضافر الجهود وتنسيقا محكما بين جميع الجهات المعنية لتكون المشاركة التونسية متميزة ولضمان تقديم صورة مشرفة عن المنتجات التونسية وإبراز جودتها وتنوعها فضلا عن الخدمات. مشاركة تونسية متميزة وتشارك تونس في هذه الدورة من خلال جناح وطني يضم ما يفوق 24 مؤسسة مصدّرة، من بينها 12 شركة صغرى ومتوسطة، 8 حرفيين و4 شركات ناشئة إلى جانب فضاء خاص بالمؤسسات الوطنية وتغطي هذه المؤسسات قطاعات واعدة ومتنوعة، تشمل النسيج والملابس والجلود والأحذية، مستحضرات التجميل، مواد البناء والصناعات التقليدية، إضافة إلى صناعة السيارات ومكوناتها، حيث خصص فضاء خاص لهذا القطاع داخل المعرض لجلب الاستثمارات. ومن المتوقع أن تستقطب الدورة الرابعة للمعرض أكثر من 2.000 عارض إفريقي، وما يزيد عن 35.000 زائر من أكثر من 140 دولة، مع توقّعات بإبرام صفقات تجارية واستثمارية تفوق 44 مليار دولار. ويعد المعرض الإفريقي للتجارة البينية منصة اقتصادية إفريقية رائدة، تجمع الفاعلين الاقتصاديين ومجتمع المال والأعمال في الدول الأعضاء بمنطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية، وتُتيح لهم فرصًا مباشرة للتواصل وتبادل المعلومات حول مجالات التجارة والاستثمار البيني. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض هو من تنظيم كل من البنك الافريقي للتصدير والاستيراد ومفوضية الاتحاد الافريقي لشؤون التنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة والسياحة والمعادن والأمانة العامة للمنطقة القارية الافريقية للتبادل الحر والدولة الجزائرية. يشار الى ان العلاقات التجارية بين تونس والجزائر شهدت أداءً لافتًا خلال سنة 2024، إذ بلغت قيمة المبادلات 7.7 مليار دينار، مقابل 6.8 مليار دينار سنة 2023، و5.9 مليار دينار سنة 2022، ما يعكس نسقًا تصاعديًا في التعاون التجاري بين البلدين الشقيقين. كما سجلت الصادرات التونسية نحو السّوق الجزائرية نموًا سنويًا ملحوظًا بنسبة 28.8% خلال الفترة الممتدة من 2022 إلى 2024. وقد استأثر قطاع الصناعات الميكانيكية بالنصيب الأكبر بنسبة 35.3% من إجمالي الصادرات، يليه قطاع الصناعات المعملية بنسبة 29.8%، ثم قطاع آليات النقل بنسبة 1.4% . تعليقات