بلغت المبادلات البينيّة التونسيّةالصينيّة، خلال سنة 2024، ما قيمته 9.2 مليار دينار، مقابل 8.6 مليار دينار خلال سنة 2023، مسجّلة نسبة تطوّر تقدّر ب 8 بالمائة، وذلك في سياق وجود إمكانيات كبيرة لتطوير الشّراكة بين البلدين بالرّغم من التّحديات المتعلّقة بالبعد الجغرافي وتكاليف الشّحن. كما توجد أيضا إمكانيات كبيرة لدعم الاستثمار ونقل التكنولوجيا بين البلدين، مما من شأنه ان يطوّر الاستثمارات الصّينية في تونس خاصة وانّ البلاد منتمية لمنطقة التّجارة الحرّة القارية الإفريقية التي تدعمها الصّين وهي تسعي لخلق سوق كبيرة تحتوي أكثر من مليار مستهلك. في هذا الإطار، تواصل تونس جهودها لترويج منتجاتها الغذائية والصناعات التقليدية في السّوق الصينيّة، من خلال مشاركتها المتميزة في الدورة الرابعة للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الإفريقي، الذي يلتئم من 12 إلى 15 جوان 2025 بمدينة تشانغشا الصينيّة، تحت شعار "الصين و إفريقيا معاً نحو التجديد". تنظم هذه المشاركة المهمة سفارة الجمهوريّة التونسيّة ببكين بالتنسيق مع مركز النهوض بالصادرات. و قد خُصّص لتونس جناح وطني على مساحة 36 متراً مربعاً، يعرض باقة مختارة من أبرز المنتجات ذات القدرة التصديرية العالية نحو السّوق الصينية وذلك وفق المركز الذي أكد ان هذه المنتجات تشمل زيت الزيتون و التمور و المعلّبات و المصبّرات الغذائية و المنتجات البيولوجيّة، بالإضافة إلى منتجات متنوّعة من الصّناعات التقليدية التي تعكس ثراء وتنوع الموروث الثقافي التونسي. و تندرج هذه المشاركة حسب الهيكل الوطني لإسناد التصدير ضمن استراتيجيّة تونس الرّامية إلى تعزيز تموقعها في السّوق الصينيّة، والترويج للفرص الاستثمارية الواعدة خاصة في مجالات الطاقات المتجدّدة، والبنية التحتيّة، والصحة، والتكنولوجيا علما ان البلاد تسعى إلى الترويج لدورها كمنصّة تصدير استراتيجيّة نحو الأسواق الإفريقيّة، بفضل موقعها الجغرافي المتميّز وشبكة الاتفاقيّات التفاضليّة التي تربطها بعدد من دول القارّة. و قد حظي الجناح التونسي بزيارة سمير عبيد وزير التجارة وتنمية الصادرات، مرفوقاً بعادل العربي سفير الجمهورية التونسيّة ببيكين، وذلك على هامش الزيارة التي يؤدّيها الوزير إلى الصين لترؤس الوفد التونسي المشارك في المنتدى الاقتصادي الصيني الإفريقي. و يعدّ هذا المنتدى وفق مركز النهوض بالصادرات منصّة رفيعة المستوى تجمع صنّاع القرار و ممثلي الحكومات و المؤسّسات الماليّة من الصين و إفريقيا، بهدف استكشاف آليّات تمويل جديدة في إطار التعاون الثلاثي "تونس -الصين -إفريقيا"، وذلك ضمن مبادرة "الحزام و الطريق".