في تصريح لافت يكشف عن عمق الأزمة التي تعيشها إسرائيل دوليًا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، اليوم الاثنين، إن "إسرائيل أصبحت دولة منبوذة"، مؤكدًا أن ما يحدث في قطاع غزة "أمر غير مقبول ولا يُغتفر". وأوضح أولمرت في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن استمرار المجازر في غزة قد يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التدخل في مرحلة ما، في ظل القلق المتزايد في واشنطن من "مجاعة حقيقية" تضرب القطاع، رغم استمرار تحميل حماس مسؤولية تعثر المفاوضات، بحسب تعبيره. خسارة الحلفاء التقليديين ونوّه أولمرت إلى أن إسرائيل تفقد تدريجيًا دعم حلفائها التقليديين، بما في ذلك ألمانيا التي تواجه ضغوطًا شعبية متزايدة لفرض عقوبات على تل أبيب، وكذلك الولاياتالمتحدة التي عبّر رئيسها عن قلقه من الوضع الإنساني الكارثي في غزة. ووصف أولمرت الاتهامات التي وُجهت للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ب"معاداة السامية" أو "دعم الإرهاب" بأنها سخيفة، معتبراً أن "نتنياهو وشركاءه في الائتلاف يستخدمون هذه التهم كأداة دفاعية في وجه انتقادات مشروعة تتعلق بالاستخدام المفرط للقوة". تحذير من فقدان المكانة الدولية وقال أولمرت إن إسرائيل تخسر مكانتها لدى "أقوى وأهم وأرقى القوى في العالم الغربي"، مضيفًا: "نحن نشهد فجوة متزايدة بين ما قامت به حماس في 7 أكتوبر، وما تفعله إسرائيل الآن بحق الفلسطينيين". كما حذّر من أن استمرار سياسات الحكومة الحالية يقوض فرص التفاوض مع الفلسطينيين المعتدلين، مؤكداً أن "هناك شركاء فلسطينيين يمكن التفاوض معهم، لكننا نحن من نُضعفهم باستمرار". وأعرب عن قلقه من أن تكون الخطوة المقبلة هي ضم غزة، وربما الضفة الغربية أيضًا، وهو ما من شأنه أن يعمّق العزلة الدولية لإسرائيل ويزيد من حدة الصراع. تحوّل في موقف أولمرت من الحرب ورغم دفاعه سابقًا عن الحرب الإسرائيلية على غزة ورفضه للاتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، فإن أولمرت اعترف بتغير موقفه مع تصاعد المجازر ضد المدنيين، بما في ذلك "القتل الجماعي للنساء والأطفال وكبار السن، والتجويع المتعمد من خلال منع وصول الغذاء والمساعدات الطبية". حصيلة مأساوية للإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل ارتكاب مجازر إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 210 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل مجاعة أودت بحياة العديد من المدنيين. تعليقات