أثار موقف نجم كرة القدم المصري محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول، موجة واسعة من التفاعلات حول العالم، بعد نشره على منصة «إكس» تعليقاً انتقد فيه بشكل غير مباشر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) بسبب ما اعتبره تكريماً ناقصاً للاعب الفلسطيني سليمان العُبيد، الملقب ب«بيليه فلسطين». و كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد نشر، الجمعة الماضي، رسالة يصف فيها اللاعب الراحل بأنه «إلهام عظيم لعدد لا يحصى من الأطفال»، من دون الإشارة إلى ملابسات وفاته عن عمر ناهز 41 عاماً. هذا التجاهل دفع صلاح إلى إعادة نشر الرسالة متسائلاً: «هل يمكنكم أن تخبرونا كيف توفي؟ وأين؟ ولماذا؟»، في إشارة إلى غياب أي ذكر للهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة اللاعب. و بحسب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، قُتل سليمان العُبيد الأربعاء الماضي في قصف إسرائيلي استهدف مدنيين في جنوبغزة، بينما كان ينتظر الحصول على مساعدات إنسانية، في ظل أزمة مجاعة حادة. و تأتي وفاته لتضيف فصلاً جديداً إلى مأساة أوسع؛ إذ تشير الأرقام إلى أن 421 لاعب كرة قدم فلسطينياً، بينهم 103 أطفال، قُتلوا أو توفوا جوعاً منذ بداية النزاع، كما تم تدمير 288 منشأة رياضية. و قد أثار منشور صلاح تفاعلاً هائلاً، إذ تجاوز المليون إعجاب، وحقق أكثر من 312 ألف مشاركة ونحو 23 ألف تعليق، مع وصول عدد المشاهدات التقديري إلى 75 مليوناً خلال ساعات قليلة. و سرعان ما تصدّر المنشور قائمة الأكثر تداولاً في المملكة المتحدة والشرق الأوسط وعدة دول أخرى، ليتحول التكريم إلى منبر للتنديد بالأوضاع في غزة. و يُعد سليمان العُبيد أحد أبرز لاعبي كرة القدم في تاريخ فلسطين، حيث بدأ مسيرته مع نادي خدمات الشاطئ، قبل أن ينتقل إلى مركز شباب الأمعري في الضفة الغربية، ثم نادي غزة الرياضي. سجّل هدفه الدولي الأول أمام اليمن عام 2010، وشارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014، وكأس التحدي التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم. و على مدار مسيرته، أحرز أكثر من 100 هدف، وترك وراءه خمسة أبناء. و يرى كثير من المراقبين أن خطوة صلاح تمثل أول موقف علني قوي له منذ اندلاع الحرب في غزة قبل نحو 22 شهراً، ويعتبرونها تعبيراً صريحاً عن التضامن مع الضحايا الفلسطينيين، وتذكيراً بأن الرياضة يمكن أن تكون أداة لنقل رسالة إنسانية تتجاوز الحدود والملاعب. تعليقات