تعيش الجزائر على وقع أزمة مناخية متصاعدة، بعدما أصدر الديوان الوطني للأرصاد الجوية إنذارًا من الدرجة الثانية يشمل ولايات جديدة هي بجاية، سكيكدة، عنابة والطارف يومي الثلاثاء والأربعاء 20 أوت. وستتراوح درجات الحرارة القصوى ما بين 39 و42 درجة مئوية، خاصة في المناطق الجنوبية لهذه الولايات، في حين تتراوح الصغرى بين 25 و29 درجة. وبهذا التوسع، بات تقريبًا كامل الشمال الجزائري تحت رحمة موجة حر استثنائية، حيث قد تصل الحرارة في بعض المناطق إلى 45 درجة. عطلة صيفية تتحول إلى كابوس هذه التحذيرات جاءت بعد نشر نشرات جوية خاصة الأحد والاثنين، شملت ولايات معسكر، غليزان، الشلف، عين الدفلى، البليدة، عين تموشنت، وهران، مستغانم، تيبازة، الجزائر العاصمة، بومرداس وجيجل. ومع اتساع رقعة التحذيرات، تحولت أجواء العطلة الصيفية إلى تجربة قاسية، حيث يعاني المواطنون من الحرارة الخانقة، فيما تتزايد المخاوف من اندلاع الحرائق التي أصبحت تهدد الغابات والمناطق السكنية. النيران تلتهم الغابات في عدة ولايات وقد ساهمت هذه الموجة الحارة في تفاقم حرائق الغابات بعدة ولايات، أبرزها بجاية، تيزي وزو، سطيف، جيجل، البويرة وسيدي بلعباس. وقد استنفرت الحماية المدنية كل إمكانياتها البشرية والمادية لإخماد النيران ومنع الخسائر في الأرواح. ويظل الحريق الأخطر مسجلًا في منطقة أدكار بولاية بجاية، حيث جرى تسخير 13 طائرة قاذفة للمياه إضافة إلى فرق إطفاء جاءت من عدة ولايات لمحاولة السيطرة على ألسنة اللهب. أزمة مزدوجة بين الحرائق والحرارة تجد الجزائر نفسها اليوم أمام اختبار صعب، إذ تتزامن درجات الحرارة القياسية مع حرائق غابات مدمرة تزيد من معاناة السكان. ومع استمرار الحر واشتداد النيران، يبقى النداء موجّهًا إلى المواطنين للتحلي بأقصى درجات الحيطة، وإلى السلطات لمواصلة التعبئة والتنسيق من أجل تجاوز هذه المحنة المناخية والبيئية. تعليقات