أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء 20 أوت 2025، عن بدء المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة من خلال عمليات عسكرية مكثفة في حي الزيتون ومخيم جباليا، وذلك بعد مصادقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على خطة عسكرية جديدة تحمل اسم "عربات جدعون الثانية"، مستدعيًا عشرات آلاف الجنود رغم جهود الوسطاء للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. تعبئة واسعة واستدعاء الاحتياط
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الأيام المقبلة ستشهد دفع سكان غزة نحو جنوب القطاع في إطار هذه المرحلة التمهيدية. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن الجيش يستعد للانتهاء من خطة الهجوم على مدينة غزة خلال أيام، مع إرسال آلاف خطابات الاستدعاء للجنود.
وأوضح أن إسرائيل ستستدعي ما يصل إلى 50 ألف جندي من قوات الاحتياط قبل العملية المرتقبة، غير أن معظم القوات المشاركة في الهجوم ستكون من الجنود النظاميين في الخدمة الفعلية. كما أشار إلى أن قوات الاحتياط ستبدأ الالتحاق بخطط التعبئة في سبتمبر المقبل، حيث ستوكل إليهم مهام مساندة في سلاح الجو والاستخبارات، أو سيُكلَّفون بتعويض جنود في الخدمة الفعلية متمركزين خارج القطاع.
خطة مثيرة للجدل
الخطة الجديدة تأتي امتدادًا لعملية "عربات جدعون" التي انطلقت في 17 ماي الماضي، والتي أقرت شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية سابقة بفشلها. ورغم ذلك، وافقت وزارة الدفاع الإسرائيلية الثلاثاء على الخطة الجديدة التي قدمها رئيس الأركان إيال زامير، وسط انتقادات واسعة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك خطة احتلال غزة بأنها "فخ مميت"، محذرًا من أنها ستخدم حركة حماس وتمنحها نصرًا سياسيًا، بدل إعادة المحتجزين الإسرائيليين، الذين قد يُقتلون خلال العملية. كما اعتبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين أن الخطة التي كان ينبغي الموافقة عليها هي صفقة تبادل تعيد جميع المحتجزين، لا خطة لاحتلال غزة.
جهود الوساطة مستمرة
في المقابل، يواصل الوسطاء – مصر وقطر والولايات المتحدة – جهودهم للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وكانت حركة حماس قد أعلنت الاثنين موافقتها على مقترح جديد، بينما لم تقدّم إسرائيل ردًّا رسميًا حتى الآن.
من جانبه، ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي أن الخطة العسكرية ستُهيّئ الظروف لإنهاء الحرب عبر الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ونزع سلاح حركة حماس، وإبعاد قيادتها، إلى جانب ما وصفه ب"الاستعدادات الإنسانية" لنقل سكان غزة قسرًا نحو الجنوب.
غير أن محللين يؤكدون أن العملية، إذا ما نُفّذت، ستؤدي إلى تصعيد خطير للأزمة الإنسانية في القطاع، وقد تُقوّض فرص التوصل إلى تسوية سياسية عبر المسار التفاوضي. تعليقات