شنّت روسيا، ليلة الأربعاء الخميس 21 أوت، غارة جوية على مصنع أمريكي للإلكترونيات يقع في مدينة موكاتشيفو، غرب أوكرانيا. الإعلان جاء على لسان وزير الخارجية الأوكراني، أندري سابيها، في رسالة نشرها على منصة X. وقال الوزير: «في تناقض صارخ مع الجهود المبذولة لإنهاء الحرب، شنّت روسيا الليلة الماضية غارة جوية واسعة على أوكرانيا. أحد الصواريخ أصاب مصنعًا أمريكيًا مهمًا للإلكترونيات». مصنع مدني مستهدف المصنع الذي تعرّض للقصف يعود إلى شركة Flex الأمريكية المتخصصة في مجال الإلكترونيات. وأكد سابيها الطابع المدني البحت لهذا الموقع، مشددًا على أنه «لا يرتبط بأي شكل بالدفاع أو بالجيش». هذه الرواية أكدها أيضًا أحد موظفي المصنع في تصريح لصحيفة The Kyiv Independent. وتندرج هذه الضربة في إطار سلسلة من الهجمات التي استهدفت منشآت أجنبية في أوكرانيا. وقد ذكّر الوزير بأن مواقع تابعة لشركة Boeing في كييف كانت قد تعرضت لهجمات روسية في وقت سابق من هذا العام. حصيلة بشرية ومادية ثقيلة بحسب السلطات المحلية، أصيب ما لا يقل عن 19 شخصًا في هذه الغارة. وأظهرت صور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، ونشر بعضها وزير الخارجية الأوكراني، مبنىً متضررًا بشدة وسحبًا كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد من المصنع. وأشار أحد الموظفين إلى أن ما يقارب 800 عامل كانوا يشتغلون ليلًا داخل المصنع في موكاتشيفو، غير أن الإنذار المبكر الذي دوّى قبل سقوط الصاروخ أتاح لهم الاحتماء في الوقت المناسب، مما حال دون وقوع كارثة أكبر. منعطف؟ «لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا». فحين توجه روسيا ضرباتها إلى مصانع أمريكية قائمة في أوكرانيا، فإنها بطريقة قاسية وواقعية تعيد تذكير العالم بالمكانة المركزية لواشنطن في هذا النزاع. إنها رسالة ردّ تفرغ شعارًا سياسيًا من محتواه وتحوّله إلى حقيقة جيوسياسية عنيفة. وعلى نحو أكثر جدية، يرى مراقبون أن هذه الضربة قد تمثل منعطفًا رمزيًا في الحرب. فاستهداف منشآت مدنية تابعة لشركات أمريكية، وليس فقط أوكرانية، يوسّع نطاق الأهداف ويضفي بُعدًا دوليًا متزايدًا على الصراع. إنها إشارة واضحة من موسكو: لا طرف أجنبي منخرط، ولو بشكل غير مباشر، بمنأى عن مرمى نيرانها. وبالنسبة للمحللين، فإنها رسالة ردع موجهة إلى الغرب، في وقت تتعثر فيه مفاوضات السلام، ويظل الدعم العسكري والاقتصادي لكييف على نطاق واسع. تعليقات