أعلنت الهند، يوم السبت، تعليق إرسال الطرود البريدية إلى الولاياتالمتحدة بشكل مؤقت، مبرّرة القرار بالاضطرابات الناجمة عن القواعد الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويأتي هذا الإجراء قبل أقل من أسبوع على دخول القرار الأميركي حيّز التنفيذ، والقاضي بإلغاء الإعفاء من الرسوم الجمركية على الطرود الصغيرة منخفضة القيمة. تعليق جزئي مع استثناءات محدودة وأوضح بيان صادر عن وزارة الاتصالات الهندية أن البريد الهندي سيتوقف، اعتبارًا من يوم الاثنين 25 أوت 2025، عن قبول أي نوع من الطرود الموجّهة إلى الولاياتالمتحدة، باستثناء الرسائل والوثائق والهدايا التي لا تتجاوز قيمتها 100 دولار. وأضافت المؤسسة أن عدداً من النقاط الأساسية المرتبطة بالقواعد الأميركية الجديدة ما زالت غير واضحة، خصوصًا ما يتعلّق باختيار «شركات النقل المعتمدة» وآليات تحصيل وتحويل الرسوم الجمركية. كما أشارت شركات النقل إلى أنها غير جاهزة من الناحية التشغيلية والتقنية لتحصيل الرسوم التي فرضتها واشنطن، وهو ما يجعلها عاجزة عن معالجة الطرود الموجّهة إلى السوق الأميركية بعد 25 أوت. إجراءات مماثلة في أوروبا ويأتي القرار الهندي غداة خطوات مماثلة أعلنت عنها دول أوروبية. ففي فرنسا، صرّحت مؤسسة «لا بوست» بأنها ستوقف ابتداءً من يوم الاثنين إرسال الطرود إلى الولاياتالمتحدة، باستثناء الهدايا التي تقل قيمتها عن 100 يورو. أما في ألمانيا، فأعلن مجموعة «دي إتش إل» أنها ستقيد مؤقتًا حجم الشحنات المرسلة إلى الولاياتالمتحدة، مع الإبقاء على شحن الطرود المصنّفة كهدايا والتي لا تتجاوز قيمتها 100 دولار. واشنطن تنهي إعفاءً جمركياً قديماً وأكدت الإدارة الأميركية أنه اعتبارًا من 29 أوت 2025 لن تستفيد الطرود منخفضة القيمة الواردة إلى الولاياتالمتحدة من أي إعفاء جمركي. وتهدف هذه الخطوة، بحسب واشنطن، إلى تقليص الواردات غير الخاضعة للرسوم وتعزيز تحصيل العائدات الضريبية على تدفقات التجارة الإلكترونية. لكن هذا القرار أحدث بالفعل ما يشبه «تأثير الدومينو» على المستوى الدولي، إذ أربك خدمات البريد واللوجستيات في عدد من الدول، من بينها الهند وأبرز القوى الأوروبية. ويُتوقع أن يؤدّي هذا الإجراء إلى تباطؤ ملحوظ في حركة تبادل السلع منخفضة القيمة، التي تحظى بإقبال واسع من قبل الأفراد والشركات الصغيرة المصدّرة. تعليقات