تدرك الشركات في جميع القطاعات أهمية جعل عملياتها متوافقة مع المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة باعتبار ان استثمار الوقت والموارد والجهد في دمج الاستدامة في الاستراتيجيات الأساسية لا يتعلق فقط بتحقيق تأثير إيجابي، بل يتعلق بوضع تصور جديد لنماذج الأعمال واغتنام فرص النمو والابتكار. ولهذا السبب يتجاوز دور إعداد تقارير الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة مجرد تلبية المتطلبات التنظيمية، فهو وسيلة لتعزيز الشفافية وضمان المساءلة وتعزيز عملية خلق القيمة على المدى الطويل. وتستفيد الشركات الآن من إعداد تقارير الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة لدمج الاستدامة في كل جوانب عملياتها، بدءًا من تطوير المنتجات وحتى الهيكل التنظيمي للشركة. في هذا الصدد، كشفت بورصة تونس للأوراق المالية، عن قائمة أولية تضم 13 شركة قامت بنشر تقاريرها المتعلقة بالمسؤولية البيئية والإجتماعية والحوكمة هذا العام علما وان سنة 2024 سجلت نشر 8 تقارير فقط تتعلق بأنشطة 2023 . وتضمنت قائمة المؤسسات، التي نشرت تقاريرها وفق بلاغ نشرته بورصة تونس على موقعها الالكتروني، شركات تعمل في قطاعات التأمين والبنوك والسيارات والتكنولوجيات وغيرها من المجالات الاخرى. وأكدت بورصة تونس ان قائمة الشركات سيتم تحيينها في حال صدور تقارير جديدة متعلقة بالمسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة علما وان الشركات المدرجة في البورصة تبلغ حاليا 75 شركة. ويراعي المعيار البيئي، التصرف في النفايات ومبادرات الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري واجتناب المخاطر البيئية الى جانب الحفاظ على الموارد. ويأخذ المعيار الإجتماعي بعين الاعتبار الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية وتكوين الموظفين وقابلية التوظيف واحترام حقوق الموظفين وتوظيف الأقليات والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وبشكل أشمل تعزيز حقوق الإنسان سواء داخليًا في المؤسسة. ويتعلق معيار الحوكمة بالتحقق من استقلالية مجلس الإدارة من الهيكل الإداري ومن وجود اللجان داخل المجلس والشفافية حول مرتبات ومكافآت المديرين التنفيذيين وتمثيلية المرأة في مجالس الإدارة والهيئات الإدارية ومكافحة الفساد ومبدأ الشرعية وجودة الحوار مع مختلف الأطراف المتداخلة. لقد تطور إعداد تقارير الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة من متطلب تنظيمي إلى حتمية استراتيجية للشركات. وتؤكد المؤسسات اليوم قيمة الإفصاح بشفافية عن هذه الممارسات في جذب المستثمرين وتعزيز الثقة والحد من المخاطر. ومن خلال إظهار الالتزام بمبادئ الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، يمكن للشركات تعزيز سمعتها، وتطوير قيمتها على المدى الطويل، وتمييز نفسها في الأسواق التنافسية. وعلاوة على ذلك، يمكّن إعداد تقارير هذه الممارسات المؤسسات من تحديد جوانب التحسين، ووضع أهداف استدامة مفيدة، وتتبع التقدم على مدار الوقت. تعليقات