تراجعت أسهم العملاق الصيني BYD بنحو 8% هذا الاثنين في بورصة هونغ كونغ، بعد إعلان الشركة عن انخفاض كبير في أرباحها، نتيجة حرب الأسعار التي تهز سوق السيارات الكهربائية في الصين. ووفقًا لتقرير بثّته BBC، سجّل المصنع أرباحًا صافية بلغت 6,4 مليارات يوان (نحو 900 مليون دولار) بين أفريل وجوان 2025، أي بانخفاض نسبته 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأرجعت الشركة هذا التراجع إلى «اشتداد المنافسة السعرية بين علامات السيارات الكهربائية في الصين». منافسة شرسة وسوق تحت الضغط مقرّها مدينة شنتشن، تجد BYD نفسها أمام سوق يزداد تشبعًا. فشركات محلية مثل Nio وXpeng، إضافة إلى العملاق الأمريكي Tesla، كثّفت من تخفيضات الأسعار لجذب المشترين. وفي بيان رسمي، ندّدت BYD بممارسات وصفتها ب«غير الصحية» في القطاع، مشيرة خصوصًا إلى الإفراط في الحملات التسويقية والعروض الترويجية العدوانية التي زعزعت استقرار السوق. وللحد من هذه التجاوزات، حذّرت السلطات الصينية مؤخرًا الشركات المصنّعة من المضي في تخفيضات كبيرة للأسعار، معتبرة أنها قد تشكّل خطرًا على الاقتصاد الوطني. وخلال عامين فقط، انخفض متوسط سعر السيارة المباعة في الصين بنسبة 19% ليبلغ نحو 165 ألف يوان (23,100 دولار). مبيعات قوية لكن دون التوقعات ورغم تسجيلها ارتفاعًا ملحوظًا في المبيعات على الصعيد الدولي، لم تنجح BYD في بلوغ توقعات المحللين. فالشركة التي وضعت لنفسها هدفًا ببيع 5,5 ملايين سيارة عالميًا خلال 2025، لم تتمكن حتى نهاية جويلية إلا من تسويق 2,49 مليون وحدة. وبحسب لورا وو، المتخصصة في سياسات الصناعة بجامعة نانيانغ التكنولوجية (سنغافورة)، فإن هذه النتائج تعبّر عن «خيبة أمل لدى المستثمرين»، مضيفة أن بيكين ستواجه صعوبة في إنهاء حرب الأسعار بسبب العدد الكبير من المصنّعين الناشطين في القطاع. وعلى المدى القصير، تصب هذه الاستراتيجية في مصلحة المستهلكين، لكنها قد تؤدي إلى فائض في العرض يثقل كاهل ربحية القطاع على المدى الطويل. مسار لا يزال واعدًا مع ذلك، يرى بعض المحللين أن الوضع ليس مقلقًا. إذ تؤكد جوديث ماكنزي، مديرة Downing Fund Managers، أن BYD شهدت «نموًا مذهلًا» وأن التباطؤ المؤقت يبقى «أمرًا حتميًا». ففي العام الماضي، أصبحت الشركة أكبر مُصنّع عالمي للسيارات الكهربائية من حيث الإيرادات، متجاوزة Tesla، بفضل نجاح طرازاتها الهجينة والكهربائية في الصين وآسيا وأوروبا. تعليقات