انتشر مقطع فيديو منسوب إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي، يزعم أن الهند فتحت سدودها في كشمير، مما تسبب في الفيضانات المدمرة بباكستان. المقطع، الذي لقي رواجًا واسعًا على منصة "تيك توك" وتبنته حسابات عديدة، قُدم على أنه تصريح رسمي لترامب من البيت الأبيض، يتحدث فيه عن ما سماه "مؤامرة هندية". مقطع فيروسي وتفاعلات متباينة يظهر ترامب في الفيديو جالسًا بالمكتب البيضاوي، متهمًا الهند عمدًا بفتح سدودها والتسبب في فيضانات أودت بحياة عشرات الأشخاص. وقد أثار الفيديو سيلاً من ردود الفعل: بعض المستخدمين طالبوا برد صارم من الحكومة الباكستانية، فيما اعتبر آخرون أن الأمر مجرد تلاعب يهدف إلى تأجيج التوترات الإقليمية. بل إن بعض المتابعين ذهبوا إلى حد إعلان دعمهم للهند في حال اندلاع تصعيد، ما يكشف حجم الاستقطاب الذي يمكن أن تخلقه بضع ثوانٍ من صور أُخرجت من سياقها. سياق حساس بين الهندوباكستان تزامن انتشار الفيديو مع تصريحات وزير التخطيط الباكستاني، إحسان إقبال، الذي اتهم الهند بعدم تسليم البيانات الهيدرولوجية في الوقت المناسب أو بالقدر الكافي من التفصيل، كما ينص عليه اتفاق نهر السند. وأكد أن توفير هذه المعلومات كان سيساعد على إدارة الأزمة بشكل أفضل والتقليل من تداعياتها. منذ جوان الماضي، تسببت أمطار المونسون والفيضانات المفاجئة في وفاة نحو 800 شخص في باكستان، وتدمير مئات المنازل في شمال البلاد، مما أعاد إلى الأذهان كارثة عام 2022 التي أودت بحياة 1 739 شخصًا وغمرت ثلث الأراضي الباكستانية. "ديب فايك" كشفته آليات التحقق أظهرت التحليلات الدقيقة أن المقطع لا علاقة له بالفيضانات الأخيرة. إذ تبين أن الصور مأخوذة من مؤتمر صحفي عقده ترامب يوم 30 ماي الماضي، حيث تحدث عن العقوبات على الصين والإصلاحات الضريبية الأمريكية، دون أن يذكر الهند أو باكستان. كما أكدت أدوات التحقق التقنية أن الفيديو مجرد "ديب فايك" تم توليده بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، باستغلال لقطات أصلية لترامب وإضافة تصريحات مزيفة إليها. ويكشف هذا الحادث قوة مقاطع الفيديو المفبركة في سياقات جيوسياسية هشة، حيث يمكن في غضون ساعات قليلة لمونتاج مزور أن يزيد حدة انعدام الثقة بين بلدين جارين لهما تاريخ صراعات طويل، ويغذي في الوقت نفسه الشائعات على مستوى عالمي. تعليقات