أعربت الأردن عن إدانة شديدة لإطلاق النار الذي وقع بعد ظهر الثلاثاء عند جسر الملك حسين، المعروف إسرائيلياً باسم جسر اللنبي ولدى الفلسطينيين ب معبر الكرامة. ووفقاً لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد أسفر الحادث عن مقتل جنديين إسرائيليين، أحدهما ضابط والآخر جندي. وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية الأردنية أن السلطات المختصة فتحت تحقيقاً وحدّدت هوية المشتبه به: عبد المطلب القيسي، من مواليد 1968، وهو سائق أردني جرى استقدامه حديثاً لنقل المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة. واعتبرت عمّان أن الهجوم يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي، محذّرة من أنّه قد يضرّ بجهود المملكة الرامية إلى إيصال مساعدات حيوية إلى قطاع غزة. تداعيات فورية رداً على الحادث، أعلنت إسرائيل تعليق دخول القوافل الإنسانية القادمة من الأردن إلى غزة، مما يزيد الضغوط على ممر إغاثي هش أصلاً. هذا التوقف ينذر بمزيد من التعقيد للوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني، حيث يظل الوصول إلى الأدوية ومياه الشرب والمواد الغذائية محدوداً منذ أشهر. كما شهد المعبر أعمال عنف أعقبت الحادث؛ إذ أُصيب ستة فلسطينيين، بينهم رجل يبلغ من العمر 62 عاماً، بعد تعرضهم للضرب والطرح أرضاً من قبل الجنود الإسرائيليين، وفق ما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني. الضحايا، وهم عمّال وسائقون يعملون في الموقع، أصيبوا بكدمات وحروق ونُقلوا إلى مستشفى أريحا لتلقي العلاج. سوابق مقلقة ليست هذه المرة الأولى التي يشهد فيها جسر الملك حسين حوادث دامية. ففي سبتمبر 2024، نفّذ سائق أردني آخر هجوماً مماثلاً أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين قبل أن يُقتل المهاجم. هذه التكرارات تزيد من التوترات حول هذا المعبر الحدودي الاستراتيجي، الذي يُعدّ المنفذ الوحيد للفلسطينيين في الضفة الغربية نحو الأردن. ويشترك الأردن مع إسرائيل في ثلاثة معابر رسمية: الشيخ حسين، جسر الملك حسين ووادي عربة. ويظل جسر الملك حسين الأكثر حساسية، سواء لحركة التجارة أو لعبور الفلسطينيين. وأي حادث يقع فيه يهدد بتقويض التوازن الدقيق للعلاقات الأردنية-الإسرائيلية. دور مزدوج ومعقد تعكس هذه القضية تعقيد الدور الأردني: فهو حليف أمني لإسرائيل بموجب معاهدة السلام الموقعة عام 1994، وفي الوقت نفسه يُعد مدافعاً بارزاً عن الحقوق الفلسطينية ومحوراً أساسياً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وسيكون التحقيق الذي فتحته السلطات الأردنية موضع متابعة دقيقة من جانب تل أبيب والمجتمع الدولي على حد سواء. تعليقات