أطلق النجم الدولي الفرنسي السابق إريك كانتونا صدى واسعاً خلال حفل «معاً من أجل فلسطين» الذي نُظّم في ملعب ويمبلي، حيث وجّه نداءً جريئاً وصريحاً: تعليق مشاركة إسرائيل في جميع المسابقات الرياضية الدولية. أمام جمهور اجتمع لدعم غزة، انتقد أسطورة مانشستر يونايتد ما وصفه ب«سياسة الكيل بمكيالين» غير المقبولة من قِبل هيئات كرة القدم العالمية. المقارنة مع روسيا ذكّر كانتونا بأن الفيفا واليويفا لم يترددا في استبعاد روسيا فوراً من جميع البطولات بعد غزو أوكرانيا سنة 2022. وبحسب قوله، فإن استمرار مشاركة إسرائيل، المتهمة بارتكاب جرائم جسيمة في غزة، في المسابقات الدولية من دون أي عقوبة، أمر «غير مفهوم». وتساءل: «كيف يمكن تبرير هذا التفاوت في المعايير؟»، داعياً الأندية واللاعبين إلى رفض مواجهة الفرق الإسرائيلية طالما تواصل العدوان. صوت قوي من أجل غزة يأتي هذا النداء بينما تشهد غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة. فالمحرّرة الفلسطينية تخضع منذ أشهر لقصف متواصل، وحصار خانق، ودمار واسع للبنية التحتية المدنية. المستشفيات تفتقر إلى الأدوية، المياه الصالحة للشرب نادرة، والسكان يعيشون تحت نظام حرمان وصفته منظمات دولية عديدة بأنه «عقاب جماعي». ورغم تصاعد الدعوات إلى وقف إطلاق النار، فإن معاناة المدنيين لا تتوقف. وبالنسبة لكانتونا، الرياضة لا يمكن أن تنفصل عن هذه الحقيقة: «كرة القدم لا يجب أن تكون شريكاً في الجريمة بصمتها.» شجاعة محط تقدير بينما أشاد البعض بشجاعة وصراحة اللاعب السابق، رأى آخرون في موقفه تسييساً للرياضة. غير أن كانتونا ليس جديداً على هذه المواقف؛ فمنذ اعتزاله، استخدم شهرته مراراً للدفاع عن قضايا اجتماعية وإنسانية. لكن تدخله في ويمبلي يمثّل خطوة إضافية، إذ دعا بشكل مباشر هيئات كرة القدم إلى تحمّل مسؤولياتها. وماذا بعد؟ حتى الآن، لم تُصدر الفيفا ولا اليويفا أي رد علني على هذه الدعوة. لكن تصريح كانتونا وجد صدى لدى ناشطين مؤيدين لفلسطين وبعض المجموعات الرياضية، التي تطالب منذ سنوات باستبعاد إسرائيل أسوة بروسيا. وبمنحه زخماً لهذه المطالب، يفرض إريك كانتونا نفسه كصوت مميّز: صوت بطل سابق يرفض إدارة ظهره للمأساة الإنسانية. في عالم رياضي غالباً ما يتجنّب الخوض في القضايا السياسية، جاء نداء كانتونا بمثابة تذكير بأن كرة القدم عالمية، لكنها لا يمكن أن تكون محايدة أمام الظلم. تعليقات