كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض المصادقة على مساعدة عسكرية بقيمة 400 مليون دولار (339 مليون يورو) لتايوان. منعطف في السياسة الأمريكية تجاه تايوان
يمثّل هذا الرفض قطيعة مع الخط الذي تبنته إدارة بايدن، التي صادقت على مساعدات عسكرية تجاوزت ملياري دولار (1,7 مليار يورو) للجزيرة. غير أنّ البيت الأبيض أوضح أنّ القرار ليس نهائياً. ورغم أنّ واشنطن أنهت اعترافها الدبلوماسي بتايوان منذ سنة 1970 لصالح بكين، إلا أنّها لا تزال المزوّد الرئيسي للأسلحة للجزيرة.
تعتبر الصينتايوان "إقليماً متمرداً" ولا تستبعد اللجوء إلى القوة لاستعادة السيطرة عليها. وفي هذا السياق، تتابع بكين وتايبيه عن كثب كل خطوة أمريكية.
مباحثات استراتيجية مرتقبة
من المنتظر أن يجري ترامب اليوم الجمعة محادثة مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وهي الثانية منذ عودته إلى البيت الأبيض، لبحث اتفاق تجاري بشأن الرسوم الجمركية والتوصل إلى تسوية حول تطبيق تيك توك، الذي تحوّل إلى محور توتر دائم بين واشنطنوبكين.
وفي أوت الماضي، اجتمع مسؤولون عسكريون أمريكيون وتايوانيون في مدينة أنكوراج بولاية ألاسكا، حيث ناقشوا عقد تسليح قد تصل قيمته إلى عدة مليارات من الدولارات، يشمل طائرات مسيّرة وصواريخ وأجهزة مراقبة للسواحل.
قلق في تايبيه وتطمينات من الكونغرس
في تايوان، أثارت إشارات إدارة ترامب تساؤلات حول صلابة التحالف مع واشنطن. لكن في نهاية أوت، أكد رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور روجر ويكر، أنّ الولاياتالمتحدةوتايوان ستبقيان "أفضل صديقين".
وقال السيناتور الجمهوري عقب لقائه بالرئيس التايواني لاي تشينغ-تي: "جزء من حفاظنا على حرياتنا يكمن في تعزيز التعاون العسكري والاستغلال الأمثل لهذه الأموال".
في مواجهة تصاعد الضغوط العسكرية الصينية، تواصل تايوان زيادة إنفاقها الدفاعي. وقد أعلن وزارة الدفاع عن خطط لطلب ميزانية استثنائية قد تبلغ 28 مليار يورو، وهو مستوى قياسي يهدف إلى تعزيز قدرات الردع لدى الجزيرة.
تسلّط هذه المرحلة الجديدة من العلاقات الصينية-الأمريكية، حيث تتداخل الرهانات التجارية والعسكرية، الضوء على الدور الاستراتيجي لتايوان، باعتبارها رمزاً للديمقراطية في آسيا ونقطة محورية في الصراع الجيوسياسي بين واشنطنوبكين. تعليقات