تحصل المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات برقادة من ولاية القيروان على جائزة مؤسسة العام في العمل التراثي العربي التي يسندها معهد المخطوطات العربية في الرياض بالمملكة العربية السعودية يوم أمس الأحد 5 أكتوبر 2025 وذلك بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة عشرة ليوم المخطوط العربي، والتي تم تنظيمها بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض. وقد تسلمت الجائزة الدكتورة منال الرماح، مديرة المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات برقادة القيروان. ويتمثل عمل المخبر في مراحل علمية دقيقة لحفظ المخطوطات من خلال العملية الوقائية التي تسبق الترميم وهي معاينة علمية لحالة المخطوط وتعقيمه بهدف المحافظة عليه من الأمراض وتنظيفه، ثم يتم إدراجه في فهرس مدقّق ومصنّف حسب المواصفات الدولية وفي مرحلة أخرى تتم رقمنته. ويذكر أن ولاية القيروان تحتوي على مجموعة هامة من الكنوز الأثرية القيّمة والمخطوطات النفيسة يسعى المخبر إلى المحافظة عليها والتعريف بأبعادها الجمالية والإنسانية والرمزية. أُنشئ المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق والمخطوطات برقادة عام 1995م تابعًا للمعهد الوطني للتراث بوزارة الشؤون الثقافية التونسية، ويعمل على تطوير تقنيات الترميم والمعالجة الكيميائية، إلى جانب إدخال منهجيات الرقمنة والفهرسة الحديثة. ومنذ تأسيسه، صار المخبر مرجعًا وطنيًا وإقليميًا في مجال العناية بالمخطوطات. وتضم خزائن القيروان مجموعات تُعد من أقدم وأهم المقتنيات التراثية في العالم الإسلامي، بينها ما يقارب 44 ألف ورقة قرآنية غير مجلدة، وأكثر من 48 ألف ورقة غير قرآنية، بالإضافة إلى 381 وثيقة فقهية وقانونية خاصة، و115 بردية مصرية. هذه الأرقام لا تُبرز فقط حجم المجموعات، بل تكشف كذلك عن التحدي الكبير الذي يواجه المخبر في الحفاظ على هذه الكنوز من عوامل الزمن والإهمال. تعليقات