ظهرت مجسمة صغيرة لقوس نصر أبيض اللون تتصدر مكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه يوم الخميس مع نظيره الفنلندي ألكس ستوب، في مشهد أثار اهتمام وسائل الإعلام. المجسمة، المزينة بتماثيل ذهبية ونُسور منقوشة، تمثل مشروعاً معمارياً ضخماً يُراد له أن يرمز إلى "عظمة أمريكا" على حدّ وصف المقربين من ترامب. مشروع رمزي على ضفاف البوتوماك تُظهر المجسمة قوساً ضخماً مقاماً على دوّار قرب نهر بوتوماك، مقابل نُصب لينكولن التذكاري وبجوار مقبرة أرلينغتون العسكرية. وإلى جانبه نموذج آخر أكثر تفصيلاً يضم أعمدة وتمثالاً ذهبياً مجنّحاً يحمل مشعلاً — في إشارة واضحة إلى الطراز الكلاسيكي الجديد الذي يفضله ترامب منذ أيامه كمطور عقاري في نيويورك. هذا المشروع ذو الإلهام الباريسي لم يظهر بالصدفة، إذ سبق لحساب حملة ترامب على فيسبوك Donald Trump for President أن نشر في 5 سبتمبر 2025 صورة مطابقة موقعة من مكتب التصميم Harrison Design ومقره واشنطن، لربط المشروع بالاحتفال باليوبيل ال250 لإعلان الاستقلال الأمريكي المقرر في 4 جويلية 2026. رؤية معمارية تمجد السلطة منذ عودته إلى البيت الأبيض، يسعى ترامب إلى إعادة تشكيل رموز السلطة الأمريكية على طريقته الخاصة. ففي نهاية أوت الماضي، أصدر مرسوماً يدعو إلى اعتماد العمارة الكلاسيكية المستوحاة من روما واليونان القديمتين بدلاً من التصاميم الحديثة. وفي الإطار نفسه، أمر بتجديد فاخر للمكتب البيضاوي أُضيفت إليه لمسات ذهبية، وببناء قاعة احتفالات ضخمة ملحقة بالبيت الأبيض. طموح لإرث معماري دائم هذه النزعة المعمارية المتعالية ليست جديدة على الملياردير النيويوركي، فهي تعكس رغبته في تمجيد القوة العسكرية والتاريخية لأمريكا وترك بصمة رمزية خالدة في المشهد العمراني الوطني. وإذا تم تنفيذ مشروع قوس النصر الأمريكي، فسيكون من دون شك أحد أكثر المعالم إثارة للجدل في عهد ترامب، رمزاً لمرحلة تجمع بين الطموح الشخصي والتعبير المعماري عن القوة. تعليقات