يستعدّ سماء الجنوب التونسي لاحتضان مشهد فريد من نوعه. من 24 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2025، ستنظم تونس الدورة الأولى من مهرجان "Balloons Event Show Tunisia"، وهو مهرجان دولي للمناطيد الهوائية سيقام في جزيرة جربة ودوز وتوزر. حدث استثنائي واستراتيجي يشكّل الانطلاقة الرسمية لموسم السياحة الصحراوية في البلاد. على مدى أسبوع كامل، سيتمكن الزوّار من مشاهدة مناطيد ملونة وعروض ضوئية بطائرات الدرون، تضيء الصحراء عند شروق الشمس وغروبها. وستشارك فرق من خمس دول في هذا الموعد الذي يجمع بين الترفيه، والطيران، والعلوم، والثقافة، بهدف الترويج لأجمل مناطق الجنوب التونسي. واجهة عالمية للسياحة الصحراوية في ندوة صحفية، أكّد محمد مهدي الحلوي، المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، الأهمية الاستراتيجية لهذه المبادرة قائلاً: «سيُسهم هذا الحدث المبتكر في الترويج للسياحة الصحراوية في تونس وخارجها، مع تسليط الضوء على مناطق قبلي، ودوز، ومدنين، وتطاوين.» وأضاف المسؤول أن المهرجان يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى تنويع المنتوج السياحي التونسي، بعيداً عن النموذج الساحلي التقليدي. وأوضح أن «التحليق بالمناطيد» والتصوير الجوي والسياحة البيئية أصبحت اليوم قطاعات واعدة لتعزيز موقع تونس في السوق المتوسطية. كما سيتم تنظيم منتدى حول تحديات القطاع السياحي التونسي على هامش الحدث، لتبادل الآراء حول العقبات التي تواجه السياحة وبحث حلول عملية لإنعاش الاقتصاد السياحي. رافعة للترويج الإقليمي والجاذبية الاستثمارية من جانبها، صرّحت درة ميلاد، رئيسة الجامعة التونسية للنزل، بأن هذا المهرجان يجسد تعاوناً وطنياً بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. «يمثل هذا المهرجان فرصة ذهبية لتعزيز إشعاع المناطق الصحراوية وإعادة تموقع الجنوب كوجهة سياحية متكاملة»، قالت ميلاد. أما أحمد بطيّب، رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة، فقد شدّد على أهمية تمديد الموسم السياحي من خلال بناء جسور جديدة بين السياحة الساحلية والصحراوية والشتوية: «سندعو مهنيين أجانب للمشاركة، بهدف إضفاء طابع دولي على الحدث وتشجيع تنويع المنتوج السياحي التونسي.» عهد جديد للسياحة التونسية يسعى مهرجان Balloons Event Show Tunisia إلى أن يكون رمزاً لنهضة السياحة الوطنية. فإلى جانب جمال المشهد الجوي، يحمل المهرجان طموح استعادة بريق تونس على الساحة الدولية، وإرساء نموذج جديد للسياحة المستدامة والتجريبية. ويأمل المنظمون أن تتحول هذه الدورة الأولى، التي يُتوقع لها نجاح كبير، إلى تقاليد سنوية تستقطب آلاف الزوار، وتعزز مكانة السياحة الصحراوية في صميم الاستراتيجية الوطنية للسياحة. تعليقات