نظمت كوريا الشمالية، مساء الجمعة، عرضًا عسكريًا استثنائيًا في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس حزب العمال الحاكم منذ عام 1945. جمع الحدث، الذي حمل رمزية واستراتيجية كبيرة، عدة وفود أجنبية رفيعة المستوى، من بينها رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، ما يعكس التقارب المتزايد بين كوريا الشمالية وكل من الصينوروسيا. هواسونغ-20: صاروخ باليستي عابر للقارات من الجيل الجديد وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية KCNA، تميز العرض بالظهور الأول لصاروخ هواسونغ-20، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات بتصميم متقدم، وُصف بأنه "أقوى نظام سلاح نووي استراتيجي تم تطويره على الإطلاق في البلاد". يعمل هذا الصاروخ بالوقود الصلب، ما يسمح بنشره وإطلاقه بسرعة أكبر مقارنة بالنماذج السابقة التي كانت تستخدم الوقود السائل، مما يصعّب على الرادارات المعادية رصده. وقد تم عرضه على منصة متحركة مكوّنة من 11 عجلة، مؤكدًا تقدم البرنامج الباليستي الكوري الشمالي من الناحية التكنولوجية. ووفقًا ل KCNA، يوفر محرك هواسونغ-20 المصنوع من ألياف الكربون قوة دفع تفوق نظائرها السابقة، مما يمكّنه من الوصول إلى أهداف بعيدة جدًا وحمل عدة رؤوس نووية. رسالة واضحة: كوريا الشمالية تسعى للاعتراف بها كقوة نووية في خطابه، أشاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بتقدم الجيش، مؤكدًا أن على كوريا الشمالية أن تصبح "قوة لا تُقهر قادرة على القضاء على أي تهديد". ومن دون تحديد عدو بعينه، شدد على ضرورة تعزيز الردع النووي بشكل مستمر، ردًا على ما وصفه ب "الاستفزازات الغربية". وأشار كيم أيضًا إلى وجود "وحدة عمليات خارجية لا تُقهر"، في إشارة إلى وجود متطوعين أو جنود كوريين شماليين لدعم روسيا في أوكرانيا — وهي فرضية تناولها المسؤولون الغربيون مرارًا، لكن لم تؤكدها بيونغ يانغ رسميًا. وبالإضافة إلى هواسونغ-20، شهد العرض عرضًا لمجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وصواريخ كروز، وأجهزة فرط صوتية، صُوّرت على أنها قادرة على الوصول إلى أهداف استراتيجية في كوريا الجنوبية بدقة نووية متزايدة. عرض للقوة في وقت دبلوماسي حساس يأتي هذا الانتشار العسكري المهيب في وقت تتداول فيه الشائعات حول احتمال لقاء بين ممثلين أمريكيين وكوريين شماليين على هامش قمة APEC المقررة في كوريا الجنوبية. وعلى الرغم من توقف الحوار منذ فشل القمم الثلاث بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون بين 2018 و2019، تواصل بيونغ يانغ التأكيد على وضعها كدولة نووية وتطالب برفع العقوبات الدولية قبل أي استئناف للمفاوضات. من جانبها، تجدد الولاياتالمتحدة موقفها: لن يُنظر في أي تخفيف للعقوبات دون نزع سلاح نووي كامل، قابل للتحقق ولا رجعة فيه. وعليه، يُنظر إلى هذا العرض، إلى جانب كونه احتفالًا وطنيًا، كتحذير استراتيجي موجّه إلى واشنطن وسيول وطوكيو، في ظل استمرار شبه الجزيرة الكورية كواحدة من أكثر بؤر التوتر العسكري خطورة في العالم. تعليقات