أُعلن فوز المرشح الوسطي اليميني رودريغو باز برئاسة بوليفيا بعد جولة انتخابية ثانية حامية الوطيس ضد منافسه خورخي كويروغا راميريز، مرشح ائتلاف ليبره، وذلك وفق ما أفاد به المحكمة العليا الانتخابية في البلاد. وأظهرت النتائج الرسمية الأولية، بعد فرز نحو 98% من الأصوات، حصول رودريغو باز على 54.6% من إجمالي الأصوات، مقابل 45.4% لمنافسه. وبهذا الفوز، تطوي بوليفيا صفحة عشرين عاماً من الحكم الاشتراكي الذي قاده حزب الحركة نحو الاشتراكية (MAS) منذ عهد الرئيس السابق إيفو موراليس. بداية مرحلة جديدة في المشهد السياسي البوليفي عقب إعلان فوزه، عبّر رودريغو باز عن سعادته ب«رؤية بوليفيا تستعيد مكانتها على الساحة الدولية»، مؤكداً التزامه بإرساء الاستقرار السياسي، وإنعاش الاقتصاد، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع شركاء البلاد في أمريكا اللاتينية والعالم. ويُعتبر باز، البالغ من العمر 49 عاماً، من أبرز الوجوه الصاعدة في التيار الوسطي، حيث يَعِد بنهج إصلاحي يوازن بين الانفتاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية. نهاية مرحلة هيمنة الاشتراكيين يمثّل فوز باز تحولاً جذرياً في المشهد السياسي البوليفي بعد عقدين من سيطرة حزب الحركة نحو الاشتراكية. ويرى محللون أن هذا التحوّل قد يفتح الباب أمام سياسات اقتصادية أكثر ليبرالية، مع مراجعة عقود الطاقة والغاز، وجذب الاستثمارات الأجنبية التي تراجعت خلال السنوات الأخيرة. تحديات داخلية واقتصادية معقدة يتسلّم الرئيس الجديد مقاليد الحكم في ظرف اقتصادي دقيق، يتّسم بتضخم متصاعد، وتراجع في عائدات التصدير، واحتقان اجتماعي متنامٍ. وسيكون عليه مواجهة هذه التحديات دون المساس بالاستقرار السياسي، مع الحفاظ على التوازن بين الإصلاح والانضباط المالي. وبينما يرى أنصاره فيه فرصة ل«ولادة بوليفيا جديدة»، يعتبره خصومه «رهاناً محفوفاً بالمخاطر» قد يختبر قدرة البلاد على التحول الديمقراطي الهادئ بعد سنوات من الهيمنة الحزبية. تعليقات