في تصنيف المراكز المالية في إفريقيا الصادر عن «مؤشر المراكز المالية العالمية» (GFCI)، تصدّرت جزيرة موريشيوس المرتبة الأولى، مُزيحة الدار البيضاء (المغرب) من الصدارة. التقرير الجديد حول أداء الأسواق المالية الإفريقية، الذي أعدّه مجموعة «أبسا» المالية الجنوب إفريقية بالتعاون مع المنتدى الرسمي للمؤسسات النقدية والمالية (OMFIF)، وهو مركز تفكير مختص في السياسات الاقتصادية و إدارة البنوك المركزية و الاستثمارات العامة، أظهر تحركات لافتة في الترتيب العام. و قد نُشر هذا التقرير في 16 أكتوبر 2025، بعد أن رصد تطورات الأسواق المالية في القارة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. و أوّل ما يسترعي الانتباه فيه أن أغلب الأسواق المالية الإفريقية تأثرت سلباً بتقلبات الوضع الاقتصادي العالمي، الذي أثقلته التوترات التجارية والاضطرابات الجيوسياسية. و مع ذلك، تمكنت تسعة أسواق إفريقية من تحسين أدائها. تصدّرت جنوب إفريقيا، وهي أكبر اقتصاد في القارة، تصنيف «مؤشر أبسا لأسواق المال الإفريقية 2025»، تلتها موريشيوس (التي حازت المرتبة الأولى في تصنيف GFCI). و يقيس هذا التصنيف التقدّم الذي أحرزته الأسواق المالية في 29 دولة إفريقية، تمثل نحو 80% من سكان القارة وناتجها المحلي الإجمالي. يُبنى المؤشر على 40 معيارًا موزّعة على 6 فئات رئيسية : عمق السوق، سهولة الوصول إلى العملات الأجنبية، البيئة الجبائية والتنظيمية وشفافية السوق، تطور صناديق التقاعد، البيئة الاقتصادية الكلية، ثم الإطار القانوني و مدى فاعلية تطبيقه. تُمنح لكل سوق مالية درجات عن كل فئة من هذه الفئات على مقياس من 10 إلى 100 نقطة و يُحتسب المجموع العام بناءً على متوسط هذه الدرجات. و بمعدل عام بلغ 86 نقطة (بتراجع نقطتين عن سنة 2024)، حافظت جنوب إفريقيا على موقعها كأكثر الأسواق ديناميكية في القارة، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة. و احتلت الدولة المتصدّرة المرتبة الأولى في أربع فئات : القوانين ومدى فعاليتها (100 نقطة)، عمق السوق (98 نقطة)، البيئة الجبائية والتنظيمية وشفافية السوق (96 نقطة)، وسهولة الوصول إلى العملات الأجنبية (86 نقطة). أما أضعف نتائجها فكانت في فئتي البيئة الاقتصادية الكلية (79 نقطة، في المرتبة الخامسة من أصل 29 سوقاً)، وتطور صناديق التقاعد (65 نقطة، في المرتبة الثالثة). من جهتها، حافظت موريشيوس على المرتبة الثانية بمجموع 76 نقطة، بينما تمكنت أوغندا (66 نقطة) من انتزاع المرتبة الثالثة من نيجيريا التي تراجعت إلى المركز الرابع. تلتها ناميبيا (64 نقطة)، بوتسوانا (63 نقطة)، وغانا (60 نقطة). أما البلدان التسعة التي حسّنت أداءها فهي: أوغندا، ناميبيا، بوتسوانا، غانا، رواندا، زيمبابوي، أنغولا، ليسوتو، والكونغو الديمقراطية. في المقابل، سجلت أحد عشر دولة تراجعاً في نتائجها، وهي: جنوب إفريقيا، المغرب، كينيا، زامبيا، مصر، إسواتيني، الرأس الأخضر، السيشل، مالاوي، الكاميرون، ومدغشقر. بينما بقي أداء ثماني دول على حاله دون تغيير: موريشيوس، نيجيريا، تنزانيا، تونس، ساحل العاج، بنين، السنغال، وموزمبيق. و سُجلت أبرز القفزات الإيجابية في رواندا (+8 نقاط)، إثيوبيا (+5 نقاط)، بوتسوانا (+4 نقاط) وليسوتو (+4 نقاط)، في حين كانت الكاميرون صاحبة أكبر تراجع (-3 نقاط)، بعد إعادة انتخاب رئيسها بول بيا لولاية ثامنة وهو في الثانية والتسعين من عمره. و أخيراً، يُظهر التصنيف أن 13 سوقاً مالية من أصل 29 حصلت على معدل يفوق 50 نقطة من أصل 100، ما يؤكد أن التراجع ليس قدراً محتوماً، وأن بوسع الدول الإفريقية تحسين مواقعها إذا تبنّت إصلاحات فعّالة. ترتيب الأسواق المالية الإفريقية لعام 2025 : 1. جنوب إفريقيا (86 نقطة) 2. موريشيوس (76) 3. أوغندا (66) 4. نيجيريا (65) 5. ناميبيا (64) 6. بوتسوانا (63) 7. غانا (60) 8. المغرب (56) 9. كينيا (56) 10. زامبيا (55) 11. مصر (54) 12. رواندا (54) 13. تنزانيا (53) 14. إسواتيني (47) 15. زيمبابوي (46) 16. الرأس الأخضر (45) 17. السيشل (44) 18. تونس (44) 19. مالاوي (43) 20. ساحل العاج (42) 21. بنين (42) 22. السنغال (42) 23. موزمبيق (41) 24. أنغولا (41) 25. ليسوتو (40) 26. الكاميرون (39) 27. جمهورية الكونغو الديمقراطية (36) 28. مدغشقر (36) 29. إثيوبيا (35) تعليقات