بلغت صادرات قطاع المنتجات الفلاحية والصناعات الغذائية نحو 9,2 مليار دينار سنة 2024، مسجّلة نمواً بنسبة 14,6%، وهو ما يمثّل حوالي 15% من إجمالي الصادرات التونسية، بما يعكس الدور المحوري لهذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز تموقع تونس في الأسواق الدولية .وتُعدّ إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية من أبرز الوجهات الرئيسية لمنتجات الفلاحة والصناعات الغذائية التونسيّة. وتدعم السلطات صادرات البلاد من المنتجات الفلاحية والغذائية من خلال مجموعة من الآليات والإجراءات التي تشمل الدعم المالي، وتسهيل الإجراءات، وتحسين الجودة، وتكثيف التواجد في الأسواق الدولية .وتتولى مؤسسات مثل مركز النهوض بالصادرات ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية قيادة هذه الجهود. تتواصل بمركز النهوض بالصادرات الاجتماعات القطاعية التي ينظّمها مركز النهوض بالصادرات في إطار الإعداد للبرنامج الترويجي لسنة 2026، وذلك ضمن مقاربة تشاركية تجمع مختلف الفاعلين في منظومة التصدير من مهنيّين وهياكل مهنيّة، بهدف تعزيز حضور الصادرات التونسية وتنويع الأسواق الدوليّة المستهدفة. وخُصّص اللقاء، المنتظم مؤخرا، لقطاع المنتجات الفلاحية والصناعات الغذائية، بمشاركة ممثلين عن الهياكل والمجامع المهنيّة وعدد من المؤسسات المصدّرة، إلى جانب ممثلين عن المركز الفني للتعبئة والتغليف والمجمع المهني المشترك للمصبّرات الغذائية والمجمع المهني لمنتجات الصيد البحري والشركة التونسية لتأمين التجارة الخارجية، إلى جانب ممثلين عن القطاع البنكي. وخلال إشرافه على أشغال الاجتماع، أكّد مراد بن حسين، الرئيس المدير العام للمركز، أنّ هذا اللقاء يندرج في إطار اعتماد مقاربة تشاركية في إعداد البرنامج الوطني الترويجي لسنة 2026، مشيراً إلى أنّ الهدف الأساسي هو الإصغاء إلى انتظارات المهنيين واستقاء مقترحاتهم بخصوص الأنشطة الترويجية والأسواق ذات الأولوية. وأشار إلى أنه تمّ خلال سنة 2025 تنفيذ البرنامج الترويجي الوطني لزيت الزيتون المعلّب، بالشراكة مع المركز الفني للتعبئة والتغليف وبالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيّين بالخارج، عبر التمثيليات الدبلوماسية بالخارج، حيث تمّ تنظيم أكثر من 25 نشاطاً ترويجياً ساهم في تعزيز إشعاع الزيت التونسي المعلّب في الأسواق العالمية. وخلال النقاش، تم التأكيد على أهميّة القطاع الفلاحي والصناعات الغذائيّة باعتباره أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، لما يتميز به من تنوّع في سلاسل الإنتاج وقيمة مضافة عالية. وفي هذا السياق، لفت المتدخلون إلى أنّ قطاع الصناعات الغذائية يعيش اليوم مرحلة نضال حقيقي للحفاظ على أسواقه التقليدية، في ظلّ منافسة دوليّة متصاعدة، مع السعي في الآن نفسه إلى استكشاف أسواق جديدة في إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا وأمريكا الشمالية، عبر تطوير استراتيجيات ترويجية مرنة تستجيب لمتطلبات كل سوق. كما شدّد المهنيّون على ضرورة صياغة استراتيجية وطنية واضحة للحفاظ على الأسواق التقليدية وتنويع الوجهات التصديرية، إلى جانب تثمين المنتجات الفلاحية عبر دعم التصنيع والتحويل وإبراز خصوصية المنتوج التونسي في الأسواق العالمية، وتطوير سلاسل القيمة وإعداد استراتيجيات قطاعية متخصصة لكل منظومة إنتاج، مع توجيه الدعم العمومي وفق خصوصيات كل منتوج، والتركيز على الأسواق ذات القدرة الشرائية العالية، واستثمار ما تتميز به تونس من جودة ومطابقة للمعايير الدولية لتعزيز تنافسية المنتوج التونسي على المستوى العالمي. وفي هذا الإطار، ساق مركز النهوض بالصادرات ملاحظة حول أهمية تطوير وتسويق المنتجات الحلال، باعتبارها تمثّل مجالاً واعداً لتوسيع قاعدة الصادرات التونسية نحو أسواق جديدة في العالمين العربي والإسلامي، فضلاً عن الأسواق الآسيوية والإفريقية. تعليقات