تتجدد الشراكة التونسية-الفرنسية اليوم وفق رؤية تقوم على الثقة والقرب والابتكار، بهدف خلق قيمة مشتركة وتعزيز الاندماج في سلاسل القيمة الصناعية بين البلدين. وتؤكد المؤشرات المسجّلة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025 متانة هذا التعاون، إذ بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة القادمة من فرنسا 639,9 مليون دينار، منها 31% خارج القطاع الطاقي. كما تم إنجاز 298 مشروعًا أسهمت في خلق 2.868 موطن شغل جديد. وتتقدّم الاستثمارات الفرنسية بفارق ملحوظ مقارنة ببقية البلدان الأوروبية، حيث تمثل ألمانيا 14% وإيطاليا 12% فقط من إجمالي الاستثمارات. ويظل القطاع الصناعي المحور الأساسي لهذا الحضور، إذ يستقطب 279 مشروعًا بقيمة 564,9 مليون دينار ويوفر 2.823 وظيفة مباشرة. أما القطاع الخدمي، فيضم 15 مؤسسة فرنسية تستثمر 74,9 مليون دينار وتوفر 44 موطن شغل. من جهة أخرى، بلغ حجم التبادل التجاري مع فرنسا، الشريك الاقتصادي الأول لتونس، ما قيمته 10.839,08 مليون دينار من الصادرات، وهو ما يمثل 23% من إجمالي الصادرات التونسية. وتشير الشركات الفرنسية الناشطة في تونس إلى أن هذه النتائج تعكس الأثر الإيجابي لاستثماراتها في تطوير نسيج صناعي تنافسي موجّه أساسًا نحو التصدير. وقالت سفيرة فرنسابتونس آن جيجين إن "فرنسا تواصل دعم وتوسيع الاستثمارات المنجزة"، مؤكدة دور المجتمع المدني في تعزيز التجارب الريادية وتنشيط تبادل الخبرات بين البلدين، كما نوّهت بمبادرات تونسية مبتكرة في القطاع الفلاحي. انتعاشة سياحية: مليون سائح فرنسي (+6,2%) تحتضن تونس اليوم نحو 1.600 مؤسسة برأس مال فرنسي، خاصة في قطاع الصناعة التحويلية، وهو ما يوفّر قرابة 163.000 موطن شغل مباشر. وتشير التوقعات إلى أن أكثر من نصف هذه المؤسسات تخطط للتوسّع خلال السنوات القادمة. وفي القطاع السياحي، بلغ عدد السياح الفرنسيين المتوافدين على تونس مليون زائر خلال السنة الحالية، بزيادة قدرها 6,2%. ويعكس هذا التطور نجاح حملات الترويج للوجهة التونسية في السوق الفرنسية، إلى جانب ارتفاع العائدات السياحية. لقاءات "تونس 2025" تعزّز التوجه نحو القطاعات المستقبلية شهدت لقاءات الأعمال "تونس 2025" التي نظمتها وكالة Business France في باريس، نقاشات موسعة حول تطوير الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية. وأسفرت هذه اللقاءات عن إطلاق مشاريع جديدة في مجالات واعدة، على غرار: * الصناعات الميكانيكية والكهربائية * مكوّنات السيارات والطائرات * التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي * الطاقات المتجددة وإزالة الكربون * التكوين المهني واللوجستيك * الصناعات الدوائية * السياحة كما حظي ملف الانتقال البيئي باهتمام خاص، من خلال دعم الشراكات بين المؤسسات الفرنسية والديوان الوطني للتطهير، خاصة في صفاقس وفي كامل مناطق الجنوب التونسي. نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية تعكس هذه المؤشرات ديناميكية اقتصادية واعدة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين تونسوفرنسا، قائمة على الابتكار وتطوير القيمة المضافة وتوسيع الحضور في سلاسل القيمة العالمية. ومع استمرار المشاريع وإطلاق مبادرات "تونس 2025″، تتعزز مكانة تونس كشريك اقتصادي وصناعي محوري لفرنسا في المنطقة المتوسطية. تعليقات