تحيي تونس اليوم الاثنين 6 أفريل 2015، الذكرى الخامسة عشرة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية بعد رحلة قاربت القرن الكامل وامتدت مسيرة حكمه لعدة عقود حافلة بالنجاحات. انخرط بورقيبة العمل السياسي سنة 1933 من بوابة الحزب الحرّ الدستوري التونسي الذي كان يقوده عبد العزيز الثعالبي، ثم تركه وأسس مع آخرين: الحزب الحر الدستوري الجديد في 2 مارس 1934. اعتقل مرات عديدة من طرف سلطات الاستعمار الفرنسي بسبب نضاله من أجل التحرر. أعلن في 2 جانفي 1952 عدم ثقة التونسيين في فرنسا، واندلعت بعد ذلك الثورة المسلحة في 18 جانفي 1952، وهو ما ردت عليه فرنسا باعتقاله مع عدد من رفاقه في الحزب، وبعد حوالي ثلاث سنوات قبلت الجلوس معه على طاولة المفاوضات. عاد إلى تونس في 1 جوان 1955 ولقي استقبالا شعبيا كبيرا. وقع مع فرنسا في 3 جويلية 1954 معاهدة تمنح تونس استقلالها الداخلي وإعلان الدولة التونسية. استطاع بورقيبة إقناع أغلبية التونسيين بالمعاهدة التي تلاها توقيع وثيقة الاستقلال التام في 20 مارس 1956، وبعد ثلاثة أشهر ألغى الملكية بخلع الملك محمد الأمين باي وإعلان تونس دولة جمهورية في 25 جويلية 1957، واختير أول رئيس لها. أقرَّ مجانية التعليم وإجباريته، و أصدر عام 1956 مجلة الأحوال الشخصية قضت بتحريم تعدد الزوجات وسمحت بالتبني، وأغلق المحاكم الشرعية وأغلق الديوان الشرعي، ووحد القضاء وفق الطريقة الفرنسية. اتبع على المستوى الاقتصادي في الستينيات سياسة التعاضد (الاشتراكية) من خلال تجميع الأراضي الفلاحية، لكنها فشلت، فتحول إلى الليبرالية في السبعينيات. بعد كبر سنه وتردي وضعيته الصحية، انقلب عليه وزيره الأول زين العابدين بن علي، وأعلن نفسه في 7 نوفمبر 1987 رئيسا جديدا للجمهورية التونسية. وضعه قيد الإقامة الجبرية في مسقط رأسه المنستير، وحجب أخباره عن الإعلام إلى أن توفي يوم 6 أفريل 2000، ومنع بن علي الإعلام الأجنبي والتلفزة التونسية من نقل أخبار عن جنازته أو عرض فيلم عن حياته، كما منع بعد ذلك الاحتفال بذكرى وفاته.