ترأّس رفيق عبد السلام، وزير الشؤون الخارجية، الوفد التونسي في أشغال “منتدى الدّوحة الثاني عشر ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط” اللّذين تنظمهما وزارة الخارجية القطرية من 20 إلى 22 ماي 2012. وشارك الوزير في فعاليّات المنتدى والمؤتمر المذكورين الذين أشرف على افتتاح أشغالهما، صباح يوم الأحد 20 ماي 2012، أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. كما قدّم عبد السلام، في ظهر نفس اليوم، خلال الجلسة الثانية للمنتدى وفي محور “التنمية” مداخلة باللغة العربية بعنوان “التجربة التونسية وأهمية مساهمة المجموعة الدولية في رفع التحديّات الاقتصادية الراهنة”. وأبرز رفيق عبد السلام في هذه المداخلة أنّ تونس تعيش منذ ثورة 14 جانفي 2011 تحوّلات كبرى وعميقة كانت لها تداعياتها على بقيّة المنطقة العربية التي عاشت عديد من دولها ولعقود طويلة تجارب تنموية وسياسية واقتصادية فاشلة نتيجة التسلط السياسي وغياب الحق في الكرامة والحرية والمشاركة في الحياة العامة. وأوضح أنّ ما جرى في تونس كشف عديد المعطيات الهامّة منها فشل “مقولة الاستقرار السياسي” في تونس وفي بعض دول الشرق الأوسط واصفا الحالة التونسية بأنّها نموذج للجمود السياسي الذي تعذّر معه إنجاز أيّ إصلاح ولو تدريجي لمنظومة الحكم التسلّطية الأمر الذي أدّى إلى تغيير جذري لنظام الحكم القائم، إضافة إلى فشل مقولة “الاستثناء الديمقراطي العربي” حيث أثبتت الأحداث في كلّ من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، أنّ شعوب المنطقة العربية ليست أقلّ استحقاقا للديمقراطية والحرية والكرامة من بقيّة شعوب العالم وأنّ هذه الشعوب قادرة أن تحوّل الأنظمة السياسية التي تحكمها إلى أنظمة ديمقراطية قائمة على قيم الحرية والديمقراطية والعدالة والتنمية.