إندلعت عشية أمس الثلاثاء 28 مارس مواجهات بين مجموعات من جماهير الترجي الرياضي و النادي الإفريقي في مناطق متفرقة من العاصمة من بينها باب عليوة و الباساج و محيط مونوبري و باب سويقة مما إستدعى تدخل قوات الأمن لتفريق المتورطين فيها. و أدت هذه المواجهات إلى العديد من الايقافات و التي بلغ عددهم 50 موقوفين إلى جانب تأمين مركبي الفريقين. و تأتي هذه المواجهات على خلفية إقتحام مجموعة تابعة لأحباء الترجي الرياضي ليلة السبت الفارط لحديقة منير القبايلي و الإعتداء على حارس الحديقة و تدوين بعض العبارات على الجدران مما أدى إلى رغبة بعض مجموعات رد الفعل على هذه الحادثة.و انتشرت في الأيام القليلة الفارطة دعوات عبر الفايسبوك من الجانبين لحسم المسألة وجها لوجه في الشارع من خلال ما يسمى بين المجموعات بال"فايت " .و قد وجّه رئيس فريق باب الجديد سليم الرياحي في تدوينة على الفايسبوك رسالة إلى الحكومة على خلفية الإعتقالات في صفوف احباء الناديين فحواها كالآتي :"لا يمكن أن نعتبر عملية إيقاف العشرات من الشبان في شوارع العاصمة على خلفية مواجهات بين بعض مجموعات التشجيع من الافريقي و الترجي إجراءا موفقا من السلطات، في الوقت الذي كان من المفروض أن يتم التعاطي معهم بعقلية جديدة تفرضها الظروف و الأوضاع الحالية بالبلاد.و لهذا على الحكومة أن تطلق سراحهم و أن لا تعاملهم على أنهم مجرمين حتى و إن ارتكبوا بعض الاخطاء والتجاوزات ، فإن ذلك يمكن احتواؤه بالتأطير و بإجراءات أكثر إنصافا و بمحاورتهم لا بإلقائهم في السجون و مراكز الايقاف بين الجناة و المجرمين حتى لا يتم " تفريخ " جيل جديد من أصحاب السوابق العدلية. إن التعامل مع مثل هذه الحوادث لا يجب أن يتم بمعزل عن الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و كل الضغوطات و حالة اليأس و الفراغ التي يعيشها شبابنا اليوم و بالتالي على وزارة الشباب و الرياضة ان تقوم بدورها بإطلاق المبادرات الناجعة و ورشات العمل مع لجان الاحباء حتى يتم القضاء على كل مظاهر العنف.أقول هذا لأن نفس هؤلاء الشباب كلما سنحت لهم الفرصة للابداع كلّما تفنّنوا في " الدخلات " و صنع اللوحات الجميلة على المدارج و التسويق لصورة طيبة عن تونس تناقلتها العشرات من وسائل الاعلام العالمية و فاقت في كثير من الاحيان تلك الومضات الاشهارية لوزارة السياحة.