بالرغم من أن جانب السلامة يعدّ من أهم مميزات قطاع النقل الحديدي مقارنة بوسائل النقل البرّي الأخرى. وبالرغم من أن عربات الميترو الخفيف استطاعت بشكل أساسي تخفيف حالة الإكتظاظ التي تشهدها وسائل النقل العمومي بالعاصمة، إلا أن أهل الذكر في القطاع بتونس يؤكدون تعدد حوادث المرور التي كانت عربات الميترو إما طرفا أو سببا فيها. هذا وقد أصدرت الجامعة العامة التونسية للشغل بيانا أكدت من خلاله أن جامعة النقل المنضوية تحت لوائها "نبّهت في مراسلات متكررة الادارة العامة لشركة نقل تونس الى وجود عدة اشكالات تهمّ خاصة السلامة وحالة عربات المترو من نوع SIMENS ونوع CITADIS ولكن لم تتلق أي رد". وقد فسرت الجامعة تدهور وضعية أسطول الميترو الخفيف و تراكم الإشكالات التي يعانيها القطاع ب"غياب الصيانة وعدم التعامل بكل جدية مع مسائل السلامة التي هي من أهم مميزات النقل الحديدي. وكانت النقابة الاساسية لسواق الميترو قد بادرت حسب نفس البيان بعقد عدة اجتماعات وفتح باب الحوار مع الادارة العامة قصد تحسين مردود النقل الحديدي خاصة في شبكة المترو وخط القطار تونسحلق الواديالمرسى". وفي تصريح لتونس الرقمية أكد ابراهيم العمري كاتب عام جامعة النقل، المساعي الحثيثة التي بذلتها الجامعة في سبيل لفت أنظار وزارة النقل للمشكل والذي يعدّ حسب قوله خطرا محدقا تزداد حدّته يوما بعد يوم خاصّة بعد تسجيل حوادث من قبيل خروج الميترو عن السكة في مناسبتين وتسجيل 5 حالات سقوط فرامل وهي كلّها حوادث لا يمكن السكوت عنها. وقد أكد محدثنا انّ "أسطول الميترو الخفيف ينقسم إلى نوعين يشهد كلاهما عددا لاباس به من الإشكالات ففي حين تعاني أغلب عربات ميترو SIMENS من كثرة الأعطاب نظرا لقدمها وطول فترة إستغلالها فإن عربات CITADIS و هو الميترو الذي تم إقتناؤه مؤخرا في إطار صفقة مشبوهة ويعاني خللا فنيا يتمثل في سقوط متكرر للفرامل الأمر الذي يمكن أن يتسبب في حوادث مرور قاتلة" حسب مصدرنا. وفي السياق ذاته طالبت النقابة الاساسية بفتح تحقيق جدّي من طرف وزارة النقل في الحوادث التي جدّت بمترو CITADIS خاصة حالة سقوط قطع حساسة تهم الفرامل والسلامة نظرا لتكرار الحوادث المتعلقة بهذا النوع الذي تم اقتناؤه كما أشار محدثنا سالف الذكر في اطار صفقة مشبوهة أبرمت في عهد بن علي. وقد تمثلت الحوادث في حالتين تم فيهما خروج المترو عن السكة : الاولى على مستوى محول محمد مناشو على اثر استعمال نظام السكة الواحدة لوجود اشغال والثانية في مستودع تونس البحرية. اما الحالتين الاخيرتين فهما الاخطر فقد وجد مراقب اول بوحدة الرسكلة والتكوين قطعة تهم الفرامل ملقاة بالسكة " disque de frein" و الثانية سقوط قطعة فرامل على مستوى محطة 13 اوت "frein patin" وقد تمكن السائق يومها من انقاذ الركاب من كارثة لا محالة. هذا وفسّر ابراهيم العمري كاتب عام جامعة النقل تجاهل سلطة الإشراف لمراسلات الجامعة وعدم تعاملها مع الموضوع بشكل جدي بغياب الرغبة في الإصلاح مبيّنا أن " المشكل اليوم أصبح واضحا للجميع ولم يبق إلا التوجّه إليه ومعالجته… من جانبها حاولت تونس الرقمية مرارا وتكرارا الإتصال بوزارة النقل للإستفسار عن الأمر إيمانا منّا بضرورة الإستماع للرأي و الرأي الآخر إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل وهو ما يدعّم إلى حد ما موقف جامعة النقل التي لم تجد دعواتها للإصلاح وتوجيه أنظار صنّاع القرار صدى لدى القائمين على شؤون الوزارة. وفي ما يلي عيّنة من الحوادث التي كانت فيها نقص الصيانة و الإهمال عوامل أساسية.