عماد.. رضوان وسارة.. شبان قدموا من مركز التكوين المهني الفلاحي بالعالية ولاية بنزرت لحضور الندوة الوطنية حول التكوين المهني وتشغيل الشباب محملين بكم من الأسئلة والاستفهامات حول حلقة ما بعد التكوين والتخرج والاندماج في سوق العمل الفلاحي واقامة مشاريعهم الخاصة الصغرى. مرحلة التكوين بالنسبة اليهم الى حد عامها الاول لم تشبها مشاكل أو اشكاليات تذكر، لكن انشغالهم منصبّ من الآن على ما ينتظرهم من صعوبات اساسها مالي لبعث مشاريعهم.. وبين السؤال عن آليات التمويل المتاحة لهم ولم يتجاوز أكبرهم العشرين سنة ولا تتوفر لديهم أدنى ضمانات مالية للحصول على القروض اللازمة.. الى الاستفسار عن اجراءات اعداد ملف التمويل والجهات الممولة والتراتيب الادارية التي يتعين عليهم احترامها وكيفية الحصول على أرض لمن يفتقدها.. ويبدو أن الصعوبات والعراقيل التي تحف بمسألة القروض بلغ صداها هؤلاء الشبان وبقدر تحمسهم للتدرب والحصول على معارف ومهارات في مجال التكوين بقدر تخوفهم من الغد ومن اصطدام أحلامهم بجدار التمويل وصعوبة الحصول على قرض. هذا ما صرحت لنا به هذه المجموعة من المستجوبين آملين في العثور على رد مطمئن خلال اللقاء. سعر العلف أغلى من اللحم على الطرف الآخر من الاحاديث الجانبية التي قمنا بها أبلغتنا مجموعة من النسوة الباعثات لمشاريع صغرى بعضها في تربية الأرانب واخرى في الابقار والاشجار المثمرة بعض هواجسهن من صعوبة التصدي للاشكاليات المطروحة امامهن وعدم القدرة على الاستماتة أكثر امام مشاكل الاعلاف وارتفاع اسعارها بشكل فاق كل تصور وكل ضوابط، حتى أن ثقل الكلفة بات يهدد قطيع أرانبهن لعدم القدرة على مواجهة نفقات تغذيتها التي فاقت كلفتها ما يمكن أن يدر به بيع لحم الأرانب من عائدات.. ضعف الاقبال في كلمته الترحيبية شدد المبروك البحري رئيس المنظمة الفلاحية على أهمية التكوين الفلاحي للرفع من مردود القطاع في ضوء التحولات الكبرى والتغيرات العميقة الطارئة على الاقتصاد الوطني والعالمي مما يستوجب تكثيف العناية بحلقة لا تقل أهمية عن بقية حلقات المنظومة وهي التكوين المهني الفلاحي الذي قال عنه «إن جهودا كبيرة بذلت لتطويره لكن للأسف مازالت العديد من مراكز التكوين فارغة وشاغرة..»، مشيرا الى أن الحاجة ملحة اليوم لارساء تقاليد تكوين جديدة تتماشى ومتطلبات الظرف قادرة على استقطاب الشبان الذين تراجع اقبالهم على التوجه نحو التكوين الفلاحي وممارسة الانشطة الفلاحية مما جعل نسبة المستغلين الفلاحيين تستقر في حدود 50% ممن تتجاوز أعمارهم 60 سنة يتصرفون في نصف المساحة المستغلة. فرص واعدة للتشغيل دعا وزير الفلاحة والموارد المائية لدى اشرافه على افتتاح هذه الندوة الى تنظيم ندوات جهوية أو اقليمية لمعرفة حاجيات القطاع الحقيقية من الموارد البشرية واحكام ملاءمة احتياجات الفلاحين من التكوين وربط الصلة بين المتكونين والفلاحين وايلاء عناية خاصة في هذا المجال بأبناء الفلاحين حفاظا على ديمومة المستغلات الفلاحية وتزويدها باليد العاملة المؤهلة والقادرة على مجابهة التحديات والرهانات الجديدة. كما تخصص حلقات الحوار مع الشباب لبحث مشاغلهم.. وفي معرض تطرقه الى فرص التشغيل أفاد السيد الحبيب الحداد بأن قطاع الفلاحية البرية وان كان لا يضاهي القطاع الصناعي من حيث توفير موطن الشغل بانتظام فان امكانيات العمل متاحة امام معشر الشبان بالتوجه نحو مجالات التشغيل الجديدة ومنها الميكنة الفلاحية واحداث شركات خدمات فلاحية تعنى بتسويق المعدات والتجهيزات الفلاحية التي يفتقر لها عديد الفلاحين، متحدثا عن نحو 70% من المنتجين الذين يعتمدون البذر اليدوي وكذلك في مستوى جمع المحاصيل.