التحرك كان سريعا والمرور إلى الفعل كان أسرع من قبل وزير التربية والتكوين الذي ما أن اقترح عليه أحد التلاميذ أول أمس أداء زيارة إلى معهده بحي التضامن لمعاينة النقائص وما أكثرها والتدخل لتداركها وإصلاح ما فسد من التجهيزات والمعدات وتعهد المنشأة الرياضية به وصيانتها والعناية بدورات المياه غير الصحية... إذن ما أن عبر الشاب عن رغبته وزملائه في تشريف الوزير لهم بزيارة معهدهم حتى استجاب لدعوتهم في أقل من 24 ساعة واطلع عن كثب على الأوضاع وأسرع بإعطاء تعليماته بالشروع في تدارك النقائص وقد علمنا أن بعض الاجراءات تم تنفيذها في ذات اليوم تتعلق بتوفير تجهيزات تهم مقاعد دراسة ووسائل سمعية وبصرية وخرائط بمخبر التاريخ والجغرافيا... وشدد على ضرورة تهيئة الملعب الرياضي وحجرات الملابس التي كانت في حالة مزرية وحماية المدرسة من المتطفلين من خلال ترميم وصيانة أسوارها وشملت التعليمات تعهد كامل شبكة الكهرباء وتجهيز قاعدة الأساتذة بعدد من الحواسيب مع العناية بدورات المياه... وبقدر ما يعتبر هذا التحرك الفوري للوزارة ايجابيا ومطلوبا فإننا نتساءل في المقابل عن حظ المؤسسات التربوية التي تحتاج بدورها إلى التعهد والصيانة ولم تجد من يبلغ صوتها إلى الوزير ونسأل عن دور إداراتها أو مجالس المؤسسة بها من عدم المبادرة بطلب التدخل في هذا المجال خصوصا إذا تعلق الامر بشبكة الكهرباء أو نقص في مقاعد الدرس وعدم قابليتها للاستغلال... كما نسأل ماذا لو لم يتجرأ التلميذ الذي حضر ندوة إقليمية ضمت إلى طاولة الحوار مع وزير التربية والتكوين الصادق القربي نواب مجالس الاقسام بالمعاهد الثانوية لولايات تونس ومنوبة وأريانة ونابل ماذا لو سكت عن الكلام المباح ولم يكشف عن الاوضاع بمعهده ولا نخال الإشارة إلى موقع الداء لاصلاحه وعلاجه ذنبا بطبيعة الامر بل أضعف الايمان لتحسين ظروف الدراسة التي تندرج في مفهوم جودة التعليم... إن تحرك الادارات الجهوية للتعليم وتفقدها للبنى الأساسية للمدارس والمعاهد واجب لا بد منه لتدارك النقائص وضبط سلم أولويات للتدخلات المستعجلة.