رغم أن موعد العودة المدرسية كان معلوما مسبقا مما يعطي الفرصة لوزارة التربية والهياكل المتداخلة معها لاستغلال فترة العطلة لترميم ما يمكن ترميمه وإصلاح ما تضرّر من تجهيزات وصيانة ما تبقى منها إلا أن ما شاهدناه وعايناه في بعض المدارس وخاصة المدرسة الإعدادية بمقرين الرياض يثير الاستغراب والدهشة بل صدم بعض الأولياء والتلاميذ الذين قصدوا المدرسة للترسيم ممنين أنفسهم بعودة ميمونة في ظروف طيبة يوم الاثنين الفارط كان الموعد المحدّد لاستقبال التلاميذ قصد ترسيمهم وكان من المنتظر أن يجد التلاميذ والأولياء استقبالا لائقا بهم ويمنحهم شحنة من العزيمة والاستعداد الذهني لمباشرة سنة دراسية جديدة تليق بثورة 14 جانفي لكنّ هذا الاستقبال اللائق لم نلاحظه إلاّ من قبل أسرة المدرسة والمدير الذي باشر لأوّل مرة عمله بهذه المدرسة الاعدادية ومن إطاراتها وأعوانها الذين بقدر ما تسرّك طريقة تعاملهم واستقبالهم للأولياء والتلاميذ بقدر ما يحز في أنفسهم جميعا ما آلت إليه أحوال هذه المدرسة التي تشهد بالمناسبة أشغال بناء قاعة جديدة مازالت في بداية مرحلة الإنجاز مما يثير الإستغراب حول التوقيت الذي تزامن مع العودة المدرسية ومدى تأثير ذلك على السير الطبيعي للدروس. مظاهر غير لائقة وصيانة مفقودة ولعل ما يشدك في هذه المدرسة التي هرمت بحكم قدمها وغياب الصيانة اللازمة لها ساحتها التي تتخبط في مياه الأمطار وقاعاتها الوسخة وجدرانها المشوهة بشعارات وكلمات غير لائقة وغياب كلي للصيانة سواء للقاعات أو للساحة أو المرفق الصحي أو للملعب الذي تحول الى وكر فساد بعد أن أصبح مرتعا لكل من هب ودب بسبب الإهمال وإتلاف أبوابه دون وضع أي اعتبار لحرمة المؤسسة التربوية، الشيء الذي أثار قلق جميع الأولياء وحتى ادارة المؤسسة لهذا الوضع المزري مما جعلهم يطالبون بصوت واحد السلط ووزير التربية للتدخل بصفة عاجلة لإنقاذ هذه المؤسسة ونجدة أبنائهم من الحالة السيئة لهذه المدرسة التي تتربع على عرشها بعض المباني غير اللائقة والتي تذكرنا بالأكواخ والبناء الفوضوي. ولأن التعليم والتربية رسالة نبيلة فإنه من الضروري ومن المؤكد أن تتحرك الأطراف المسؤولة في أقرب وقت لتفادي ما يمكن تفاديه على الأقل بالنسبة لهذه السنة في انتظار اعادة تهيئتها من جديد ولو تطلب الأمر غلقها لمدة سنة دراسية واحدة. ولقد حملنا أولياء التلاميذ مسؤولية إبلاغ صوتهم لمن يهمه الأمر لتدارك الوضع ورد الاعتبار لهذه المؤسسة واعادة تجهيز بعض قاعاتها وخاصة قاعة الإعلامية التي تعرضت للنهب والسرقة وصيانة ملعب المدرسة وحمايته من المتطفلين الذين حولوه الى وكر فساد. كما عبروا أيضا عن إستعدادهم لمد يد المساعدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والحد من النقائص المتعددة والتي لا تتطلب مزيدا من الإنتظار.