تونس الصباح: بلغ انجاز فضاء البنك الوطني للجينات مراحله الأخيرة في انتظار دخوله حيز العمل الخريف القادم وتكمن أهمية هذا الانجاز فيما يمثله من ذاكرة وطنية وخازنة للمواد الجينية لحمايتها من مختلف أشكال المخاطر التي تهددها لا سيما الانقراض. وفي هذا السياق يتوقع أن يتم حفظ نحو 200 ألف عينة من المواد الجينية داخل بيوت التبريد وتعهدها بالتقييم بالمخابر العلمية التي سيضمها البنك. مع الاشارة الى أن التوجه في تثمين وتفعيل نشاط بنك الجينات سيرتكز على التعامل مع شبكة من المجموعات الحية ومن بينها حدائق النباتات بما يعزز الاجراءات العملية للمحافظة على الأصول الجينية وتثمينها وجمعها مع التحقق والتحري الدقيق من مصادرها وسيجري العمل والسعي الحثيث لإعادة ادخال الأصناف المنقرضة مع دعم القدرات الوطنية في هذا المجال وارساء آلية تعامل في نطاق التكامل بين المؤسسات العلمية والهياكل العمومية لضبط وتقنين عمليات التبادل والمتاجرة في المواد الجينية. حدائق النباتات وبالنظر الى السند الهام الذي تمثله حدائق النباتات لبنك الجينات تم تقييم الاوضاع السائدة داخل هذه الحدائق عبر التثبت من مدى انتظام اشغال التعهد والصيانة والتهيئة بها ومدى تطور عدد الغراسات وأصنافها وأفضت عملية التقييم الى جرد لواقع الحدائق أفرزت نتائجه وجود 8 حدائق في حالة حسنة و4 وضعيتها متوسطة. وفي دراسة موازية تقوم بها وزارة البيئة والتنمية المستديمة لجرد الأصناف الفلاحية المحلية المهددة بالانقراض شملت تقييم وضعية بعض الأصناف النباتية ومنها الزيتون والمشمش والنخيل والاجاص والتفاح والعنب الى جانب بعض السلالات الحيوانية.. كشفت الدراسة التي تناولت أهم اصناف الإجاص المحلية على سبيل المثال أن أربعة اصناف من ستة مهددة بالانقراض وتم تصنيف صنفين آخرين في درجة المهددة نسبيا. وتنحصر الاصناف التي يتهددها خطر الانقراض بدرجة مرتفعة في الأنواع التالية: إجاص بوقدمة المنتج بصفاقس ومناطق الساحل والعنبري برفراف والساحلي بجهة الساحل والفيالي بالساحل كذلك.. أما بالنسبة لأهم السلالات الحيوانية المهددة هي الاخرى بالانقراض فقد عددت الدراسة أهمها وهي بنية الاطلس والنجدي من سلالة الأبقار والسلوقي من سلالة الكلاب وحصان معقد من الخيول. ومن خلال هذه العينات التي تعكس جسامة الخطر الذي يتربص بالمواد الجينية تبرز أهمية احداث هذا البنك الذي سيكون أداة للمحافظة على التنوع البيولوجي والموارد الجينية وانقاذ الرصيد الحيواني والنباتي الذي تعتبر وضعيته الراهنة هشة. للتذكير نشير الى أن الامر الخاص بالتنظيم العلمي والاداري والمالي للبنك قد صدر في 29 جانفي 2007 وبالتالي فان الاشهر القليلة القادمة ستشهد ميلاد هذه المؤسسة لتنطلق لتوها في العمل وتكون الوجهة أو العنوان الوحيد الذي يمكن أن يقصده المعنيون بمجال حماية الموارد الجينية.