قررت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بالكاف مؤخرا تأجيل النظر في قضية من الوزن الثقيل تورط فيها 23 متهما تتراوح اعمارهم بين 27 و45 سنة وهم اجراء وسائق سيارة اجرة ووكيل تجاري واما زعيمهم فعرف بكنية «الكردي». وكانت دائرة الاتهام وجهت لهم تهم تكوين وادارة والانخراط في عصابة قصد توريد مادة مخدرة مدرجة بالجدول «ب» ومحاولة القتل المجرد وحمل ومسك اسلحة نارية بدون رخصة وحمل اساحة بيضاء ومسك قطع اثرية بنية الاتجار فيها. وانطلقت الابحاث بواسطة فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بطبرقة حيث نجحوا في ايقاف احد افراد العصابة فدل على مكان زعيمهم فوضع له المحققون كمينا لاسيما بعد ما علموا انه يستعد للقيام بعملية تسلم بضاعة تتمثل في عجين «الزطلة» من شخص جزائري عبر الشريط الحدودي التونسي الجزائري. وبعد ما تأكد رجال الشرطة من وجود «الكردي» بمنزله بطبرقة حاصروه ولكنه اطلق عليهم النار محاولا قتلهم كما اعتدى على عون بمرفقه فأصابه في صدره وادخله في غيبوبة، وفي نهاية المطاف وقع بين ايادي رجال الشرطة، كما كشفت التحريات عن تورط مجموعة اخرى من الاشخاص معهم وبلغ عددهم الجملي 23. كما حجزت بمنزل المورط الرئيسي كميات كبيرة من القنب الهندي والكوكايين وعملة فرنسية ومسدسين ومجموعة كبيرة من الخراطيش اضافة الى 8 قطع من القرميد الابيض والذي اكد الاختبار الفني الذي اجري عليها من قبل المعهد الوطني للتراث انها اصلية وتعود الى اوائل القرن العشرين ولها قيمة تاريخية واثرية هامة رغم انها لا تحتوي على مادة الالماس. وكشفت الابحاث ايضا ان المظنون فيهم ادخلوا الى بلادنا طيلة فترة عملهم ما يزيد عن 200 كلغ من الزطلة و12 كلغ من الكوكايين الابيض والاصفر كما انهم استعملوا نسخ بطاقات تعريف وطنية لفنانين شعبيين بالجهة لاستخراج مجموعة من خطوط الهواتف الجوالة. بالاضافة الى ذلك فان تسلم البضاعة وتسليم النقود تتم بواسطة زوارق بحرية وتحديدا على مستوى نقطة ناظور «مالولة». وقد احيل ملف القضية على انظار هيئة الدائرة الجنائية بابتدائية الكاف وقضت في حق المتهمين بالادانة والسجن باحكام تراوحت بين عام و34 سنة سجنا ولكنهم طعنوا فيها، ومثلوا منذ يومين امام محكمة الدرجة الثانية بالكاف واحضروا موقوفين وحضر محامو الدفاع وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية الى جلسة قادمة ليتسنى لبعض المحامين اعداد وسائل الدفاع.