ستنظر الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بالكاف الأسبوع القادم في قضية من أخطر القضايا المتعلقة بالمخدرات والسلاح والآثار، المتهمون فيها عددهم 23 شخصا من بينهم 18 بحالة ايقاف و5 بحالة فرار وتتراوح اعمارهم بين 27 و45 سنة وجلهم عمال يوميين واحدهم صاحب مركب صيد وآخر سائق سيارة اجرة وضمت المجموعة حلاقا ووكيلا تجاريا واغلبهم اصيلي جهة جندوبةوطبرقة. وكانوا احيوا على أنظار هيئة المحكمة الابتدائية بالكاف وقضت في حقهم باحكام بالادانة وصلت الى 34 سنة سجنا، فطعنوا في الحكم بالاستئناف واما التهم الموجهة اليهم فتتعلق بتكوين وادارة عصابة قصد توريد مادة مخدرة مدرجة بالجدول «ب» ومحاولة القتل العمد المجرد وحمل ومسك اسلحة نارية من الصنفين الاول والثاني بدون رخصة وحمل اسلحة بيضاء ومسك قطع اثرية بنية الاتجار فيها طبق الفصل 6 من القانون عدد 52 لسنة 1992 المؤرخ في 18 ماي 1992 من قانون المخدرات، والفصول 2و8 و14و15 و20 و21 من القانون عدد 33 لسنة 1969 المتعلق بضبط توريد الأسلحة والاتجار فيها، والفصول 1 و5 و55 و56 و58 و61 و82 من القانون عدد 35 لسنة 1994 المؤرخ في 24 فيفري 1994 الخاص بحماية الراث الأثري والتاريخي والفنون التقليدية. كمين من الشرطة ومواجهة باسلحة نارية انطلقت الأبحاث في القضية بواسطة اعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بطبرقة بعدما وصلتهم معلومات تفيد أن شخصا عرف بكنية «الكردي» (44 عاما) كان اقام شبكة تضم عددا من الأشخاص وتعمل في الخفاء وكان هو يتزعمها واما نشاطها فهو يتعلق باستهلاك وترويج «القنب الهندي» و«الكوكايين» وانتدب في نشاطه عددا من الأشخاص مستغلا معرفتهم للشريط الحدودي التونسي الجزائري وحذقهم التنقل عبره للاتصال باشخاص جزائريين ومن بينهم شخص جزائري كان يزود الشبكة بالمخدرات وتكررت عمليات التوريد وذلك بناء على تعليمات كان يصدرها «الكردي» الذي كان ينسق مع مزوده الجزائري عبر الهاتف. وبناء على المعلومات الواردة على الفرقة المذكورة تمكن المحققون من ايقاف احد افراد العصابة فصرح انه كان يستعد مع البقية لاجراء عملية تسلم وتسليم لكمية من «الزطلة» عبر الشريط الحدودي التونسي الجزائري ودل على مكان «الكردي» حيث اعلم الأعوان انه موجود بمنزله بطبرقة، فنصبوا له كمينا ولكنه وخلال مهاجمته ابدى مقاومة شديدة واطلق النار على اعوان الفرقة محاولا قلتهم، وتمكن من الاعتداء على عون بواسطة مرفقه حيث اصابه في صدره فادخله في غيبوبة. حجز كوكايين و«زطلة» وأسلحة بعد محاصرته اوقف «الكردي» ونجح الأعوان في حجز كميات متفاوتة من القنب الهندي والكوكايين ومبلغ مالي من العملة الفرنسية والات اخرى معدة لوزن واستهلاك المخدرات واسلحة بيضاء ومسدسين ومجموعة خراطيش و8 قطع قرميد ابيض اللون وبسماع المدعو «الكردي» من طرف باحث البداية اعترف باندماجه في مجال الاتجار في المخدرات نظرا لما تدره عليه من أرباح طائلة واستعان بأشخاص ساعدوه في اتمام عمليات التسلم والتسليم، وكانت العمليات تتم في مقر اقامته «بعين مازور» وتتراوح الكميات في كل مرة بين 5 و20 كلغ من المخدرات وهي كميات يتحصل عليها من مزوده الجزائري بواسطة شخص اضطلع بمهمة نقل الحمولة من المخدرات وشهر بكنية «الخال» ولكنه تعرض لحادث مرور قاتل. وأصبح «الكردي» يستعين بشخص اخر كما انه يزود بعض الزبائن بالمخدرات من جهة سوسة ومنزل بورقيبة وباجة وطبرقة. واما بالنسبة للكوكايين فذكر «الكردي» ان مزوده الجزائري اقترح عليه الاتجار فيه واشترى منه في مناسبة اولى كمية في حدود 500 غرام مقابل 10 دنانير للغرام الواحد وقام هو بدوره ببيع 100 غرام ب50 دينارا للغرام الواحد وتزود من الجزائري في مناسبة ثانية ب1100 غرام من الكوكاكيين ولكنها لم تلق رواجا لانها ليست من النوعية الجيدة. وعند سماع المتضرر وهو عون امن ذكر انه كان توجه صحبة زملائه لايقاف «الكردي» باعتباره يتزعم عصابة لترويج المخدرات وبعدما طوقوا منزله فوجئوا به يخرج ويتوجه الى الممر الغابي المؤدي للشريط الحدودي التونسي الجزائري فطاردوه وكان يحمل بيده مسدسا ناريا واطلق عليهم النار ولكنه تعثر في كوم رمل وسقط فاغتنم المتضرر الفرصة وارتمى عليه ومسكه من يده التي بها السلاح ولكن نظرا لتفاوت القوى بينهما لاسيما وان «الكردي» قوي البنية وممتلىء نجح في النهوض ولكن الاعوان حاصروه ووضعوا الاغلال في يده وفي الأثناء سدد للعون المتضرر ضربة بمرفقه اصابت صدره فادخلته في غيبوبة. اكثر من 11 كلغ كوكايين مهربة صرح المتهم الثاني في القضية انه انخرط في مجال الاتجار في المخدرات ونجح في توريد 500 غرام من مسحوق الكوكايين الاصفر و10 كلغ من نفس المسحوق وردها في مناسبة أخرى، وكان يبيعها لعدد من الأشخاص كما كان يتزود ايضا بالقنب الهندي واخر كمية قدرها ب10 كلغ العمليات تتم بزوارق بحرية وكشفت التحريات ان أفراد الشبكة كانوا يستعملون مجموعة من خطوط الهواتف الجوالة ويعتمدونها في اتصالاتهم لاتمام عمليات التسليم وكانوا يحصلون على عديد النسخ من بطاقات تعريف بعض «المزاودية» بالجهة كما ان عملية تسلم البضاعة وتسليم النقود تتم في عرض بحر طبرقة عن طريق زوارق بحرية في مستوى ناظور «مالولة» وتحديدا بالمكان المعروف «ببندة مالولة» او «ترشة مالولة». وتراوحت تصريحات بقية المتهمين بين الاعتراف والانكار لاندماجهم في الشبكة المذكورة. وبعرض المسدسين على الاختبار الفني لدى الادارة الفرعية للمخابر الجنائية والعلمية بتونس والتي أكدت بتقريرها ان المسدس الاول بالاسطوانة وهو ذو صبطانة تحمل من الداخل 4 اخاديد وهو صنع فرنسي وصالح للاستعمال واما المسدس الثاني فهو نصف الي وهو بلجيكي الصنع كما تبين ان المسدسين تم استعمالهما حديثا اي قبل عرضهما على الاختبار. قطع أثرية تعود الى بداية القرن العشرين وعندما عرضت قطع القرميد الثماني على الاختبار الفني بواسطة المعهد الوطني للتراث تبين ان القرميدات الثماني البلورية المحجوزة اصلية وتعود الى اوائل القرن العشرين ولها قيمة تاريخية واثرية ولكنها لا تحتوي على مادة الألماس، ولكنه يعتبر حسب الاختبار نادرا لانه يقدم لنا لمحة عن الموروث الأثري في فترة الحماية الفرنسية لذلك احتفظ بها المعهد الوطني للتراث وللاشارة فان الكميات التي تم توريدها من مادة الزطلة وصلت الى 200 كلغ وأكثر من12 كلغ من الكوكايين الابيض والاصفر. وسوف تنظر الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بالكاف الاسبوع القادم في القضية.