تونس-الصباح: على امتداد يومين (22و23 ماي الجاري) مثلت فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى المتوسطي للسياحة "ميدي تور"، الملتئمة بالحمامات ببادرة من الغرفة التونسية للصناعة والتجارة وجمعية غرف التجارة والصناعة للبحر الأبيض المتوسط وبحضور ما يقارب 15 دولة، فرصة لتدارس جملة من المواضيع المتصلة بالسياحة كصناعة وخدمات ومجال للترفيه والتثقيف وكذلك لجمع وتوحيد ضفتي المتوسط للعمل أولا لدفع التنمية لا سيما في الضفة الجنوبية للمتوسط عبر تبادل الخبرات والتعاون في مواجهة التحديات والتحولات التي تواجه السياحة في المنطقة، وثانيا لجعل السياحة عاملا لضمان السلم والأمن والتقارب بين شعوب المتوسط انسجاما مع نداءات "الاتحاد من اجل المتوسط" وامتدادا لجملة من التظاهرات التي تحمل نفس التوجه على غرار اجتماعات 5 زائد 5..إلخ السياحة والتوجهات الجديدة حملت الدورة الحالية للمنتدى شعار "السياحة المتوسطية التوجهات الجديدة" وذلك تأكيدا على وجود جملة من التحولات والتغييرات في العالم اليوم تولدت عنها جملة من التحديات في وجه القطاع السياحي ركز عليها الكثير من المتدخلين خلال فعاليات الملتقى وتمت الدعوة الى ضرورة التعاون من اجل رفع هذه التحديات. وأتى في هذا السياق السيد خليل العجيمي وزير السياحة في كلمته الافتتاحية للمنتدى على جانب من هذه التحديات فذكر أن تطلعات واهتمامات ورغبات سائح القرن الحادي والعشرين تطورت في ظل التغيرات الإجتماعية وظروف العيش والاكتشافات العلمية والتقنية المتسارعة وبرزت طلبات جديدة وواقع جديد اصبح السائح فيه يفرض توفر محيط سليم يستجيب لظروف الاسترخاء والطمأنينة والراحة كما وفرت التكنولوجيات الحديثة للاتصال قنوات جديدة لتسويق المنتوج إن لم يتم الاخذ بناصيتها من قبل الوجهة السياحية قد لا تجد هذه الأخيرة مكانا لها في السوق السياحية العالمية... واشار السيد خليل العجيمي أيضا إلى جملة من التحولات العميقة التي يجب أخذها بعين الإعتبار على غرار سيطرة كبريات وكالات الأسفار العالمية على أهم الوجهات السياحية العالمية الناتجة عن التكتلات والتجمعات وبروز شركات طيران "السعر المنخفض" إلى جانب التحولات المناخية وتاثيراتها على القطاع السياحي. مجالات تعاون عملية أمام هذه العوامل المطلوب من بلدان المتوسط اليوم مجهودات أكبر للتعاون وتبادل الخبرات من اجل تحقيق مصالح مشتركة في تطوير السياحة في المتوسط .وفي هذا الإطار تطرق وزير السياحة إلى موضوع"تطوير علامة خاصة بالمتوسط" un label méditerranéen والعمل على التسويق لمنتوجات مشتركة تحت هذه العلامة بالأسواق البعيدة كالصين واليابان وكندا خاصة ان السياحة الثقافية والبيئية والملاحة البحرية وسياحة الشباب تعتبر منتوجات قابلة للتسويق المشترك بين بلدان المتوسط. من مجالات التعاون العملية الأخرى نجد التعاون في مجال السياحة المستديمة وسياحة التضامن وتطوير برامج تعاون ثنائية ومتعددة الأطراف في مجالات التكوين الفندقي والسياحي والترويج المؤسساتي والتهيئة السياحية وجودة المنتوج السياحي وتقنيات الانتاج وتسيير المؤسسات السياحية... تجدر الإشارة إلى أن هذه المجالات احتلت جانبا هاما في مداخلات المحاضرين والمشاركين في المنتدى المتوسطي من المختصين والخبراء في المجال السياحي الذين قدموا كذلك ورقات قيمة حول السياحة في العالم والمتوسط تخللها عرض لتجارب بعض الدول في تطوير بعض المجالات السياحية على غرار سياحة الإقامة وسياحة الرحلات البحرية والسياحة الاستشفائية...ورغم أهمية المحتوى لا سيما في الجوانب المتصلة بالإطلاع على تجارب الوجهات السياحية المنافسة لنا وحسن التنظيم، لاحظنا حضورا محتشما للمهنيين التونسيين في القطاع السياحي كما اقتصر حضور البعض منهم على الجلسة الافتتاحية "كالعادة طبعا؟!"...فمتى سيشعر أهل المهنة في بلادنا بجسامة التحديات التي تواجههم وحجم المنافسة التي تحيط بهم؟ إشارة وسؤال فقط أردنا طرحه وربما يتطلب تحليلا قد نعود إليه مستقبلا.