قبل أن يتضاعف عدد الأحياء التجارية في العاصمة وضواحيها كان الحي التجاري «سيتي جميل» بالمنزه السادس من أشهر الفضاءات التي يرتادها الحرفاء لاقتناء مستلزماتهم من ملابس وأحذية وأكسسوارات منزليه وغيرها من الحاجيات .. وهذا الحي الذي مضى على وجوده أكثر من ربع قرن (بعث تحديدا سنة 1983) كان بالتوازي مع صبغته التجارية يمثل متنفسا للعائلات التي تتحوّل في الأمسيات للفسحة والتنزّه حتى وإن لم تكن غايتها الشراء . أما اليوم فالمتجوّل في هذا الحي يلاحظ جملة من المشاهد التي لا تليق لا بتاريخ و لا بالخصوصية التجارية للمكان ويكفي أن يلقي الزائر نظرة على النافورة التي تتوسط الحي (أنظر الصورة) والتي كانت فيما مضى مكانا يلتجئ إليه المتنزّهون ليدرك حقيقة تبدّل الأوضاع داخل هذا الفضاء . «الصباح» زارت صبيحة السبت الماضي الفضاء التجاري «سيتي جميل» ووقفت على العديد من المشاهد التي لا شك أنها أضرّت كثيرا بهذا الحي الذي تقتات منه زهاء ال200عائلة حسب ما أفادنا به السيد الناصر بن مسعود وهو أحد التجار القدامى بالمكان . نقائص عديدة مثل ما تبيّنه الصور المرافقة للمقال فإن «سيتي جميل» بات يعاني العديد من النواقص فبالإضافة إلى النافورة التي تحدّثنا عنها آنفا- والتي تتوسط حديقة أصابها الإهمال فلا فوانيس تعمل عندما يجنّ الليل ولا كراسي تغري الزائر بالجلوس عليها - فإن «دهن » الجدران تآكل و«تقرقش» بما يوحي أنه مر زمن طويل من دون إعادته . أما مداخل هذا الحي التجاري فيحتل بعضها بقايا «الكراذن» في حين تنشط التجارة الموازية في بعض المداخل الأخرى وفي الأروقة أيضا حيث تظهر «نصب» بيع الشكاكل والألعاب والملابس الداخلية للأطفال جنبا إلى جنب مع المحلات . وفضلا عن النقائص السالفة الذكر (والصور أكبر دليل على ذلك) والتي أدت فيما أدت إلى التناقص التدريجي في عدد زوار الحي فيبدو أن تحويل الفضاءات الخارجية (من الأركان الأربعة للحي) إلى مآو بمقابل ( 350 مي معلوم الوقوف بالنسبة للسيارة الواحدة) جعلت الكثير من الحرفاء يحولون وجهتهم نحو فضاءات أخرى - على الأقل ليضمنوا مجانية الوقوف - من المسؤول؟ حتى لا تلقى اللائمة كاملة على طرف دون آخر في ما آل إليه وضع هذا الحي لا بد من الاعتراف بأن المواطن الحريف مطالب في المقام الأول بالمحافظة على نظافة الأماكن التي يرتادها والكل يدرك - وللأسف الشديد- أن بعض العابثين لا يدّخرون جهدا في تشويه وتوسيخ كل مكان تطؤه أقدامهم وهذه حقيقة لا يمكن لأي كان طمسها ولكن هل يتحمّل المواطن وحده مسؤولية الوضع الحالي ل«سيتي جميل»؟ الجواب مؤكد بالنفي فلجنة الحي التي تقبض شهريا من كل تاجر معلوم اشتراك ب30دينارا (وهو ما يبينه الوصل المختوم بتاريخ أفريل2007) تتحمّل القسط الأكبر من المسؤولية ..فإذا كان التجار ملتزمين بدفع الاشتراك الشهري فلماذا يظهر «سيتي جميل» بهذا المظهر غير اللائق؟ سؤال لا بد لكافة الأطراف المسارعة بإيجاد جواب له حتى ينطبق اسم الحي حقا على المسمّى. ليليا التميمي