دبي الشروق من مبعوثنا الخاص فاضل الطياشي ... 4 أيام، بمعدّل 8 ساعات في اليوم، هي المدّة اللازمة، حسب ما حدّده المختصون، لاتمام جولة كاملة في مركز دبي التجاري (مول دبي)، الأكبر في العالم ب 1200 محل مختلف... جولة تقوم فقط على التجوّل بين ارجاء «المول» والاكتفاء بمشاهدة واجهات المحلاّت من الخارج بمعدل حوالي دقيقة ونصف لكل محلّ! أما الاستمتاع ببقية مكوّنات المركز، خاصة «القياسية» والفريدة من نوعها مثل أكبر أكواريوم سمك في العالم وأطول وأجمل نافورة في العالم وأكبر شلالات اصطناعية في مكان مغلق، وأكبر سوق ذهب داخلي في العالم... وغيرها فتلزمه أيام اخرى اضافية. أكثر من «حل» اهتدى له القائمون على الشأن السياحي في دبي لتشكيل أكبر قوّة جذب سياحي في العالم، لعل أبرزها حل «سياحة التسوّق» التي تجمع بين الاستمتاع بالسياحة الفندقية الفاخرة والترفيه الرياضي والمائي والتسوّق مع الاستمتاع في الآن نفسه، وأحيانا في المكان نفسه ب «الأعلى» و«الأكبر» و«الأغلى» و«الأطول» في العالم تقليد سياحي استمدّ قوته من قوّة مهرجان دبي للتسوق الذي ما انفك يدير إليه أعناق العالم بأسره منذ تأسيسه سنة 1996. ففي بلد يفتقر الى تقاليد سياحية عريقة والى الأسباب التقليدية للجذب السياحي (الشواطئ الطبيعة الخلابة المعالم الاثرية والتاريخية...) كان لابد من انجاح كل استنباط سياحي جديد. مهرجان التسوّق يقام مهرجان دبي للتسوق سنويا خلال نهاية جانفي وبداية فيفري ويمتدّ على اكثر من 30 يوما... ويعود تاريخ هذا المهرجان الى سنة 1996، وقد تمكن على امتداد 14 عاما، من جذب 35 مليون زائر (حوالي 3 ملايين كل عام) وحقق مبيعات ب 74 مليار درهم وقدّم 1.6 مليار درهم جوائز للمتسابقين منها 60 مليون درهم نقدا و643 كلغ من الذهب و33 سيارة رولس رويس و1880 سيارة من أنواع أخرى... ويشارك في هذا المهرجان سنويا أكثر من 6000 محل ب 50 مركز تسوّق وتبلغ التخفيضات فيه حدود 75٪. «فستيفال سيتي» تعتبر «مدينة الاحتفالات» (Festival City) من أكبر مناطق الجذب السياحي في دبي خاصة بفضل موقعها المطلّ على القنال البحري (خور دبي) وبفضل ضمّها لوحدات فندقية فاخرة (أنتار كنتيننتال كراون بلازا البادية قولف كلوب) وأيضا لمجموعة من المقاهي والملاهي والمطاعم المطلّة على «الخور» الى جانب الميناء الترفيهي. أما أهم ما يميّز هذه «المدينة» فهو المركز التجاري الضخم الملاصق للوحدات الفندقية المذكورة، والذي يؤمّه نزلاء الفنادق (عبرمدخل خاص) الى جانب بقية المواطنين من غير المقيمين بالنزل ويضم عددا كبيرا من المحلات التجارية المتنوعة والمقاهي والمطاعم والفضاءات الترفيهية كما تتميّز المنطقة بملعب القولف «البادية»، وهو فريد من نوعه في العالم وشاسع ويضم جداول ماء وشلالات اصطناعية في مشهد يذكرنا بالمناظر الطبيعية الخلابة بأوروبا وأمريكا وغيرها، وقد يساعد ذلك على تلطيف النسائم الحارّة التي تغطي المكان... وكأن الأمر لا يتعلق بمنطقة صحراوية جافة تعاني من ندرة المياه ومن غياب الأمطار على مدار العام. لكل الأذواق ما يكتشفه الزائر للمنطقة السياحية «فستيفال سيتي» هو جودة الخدمات التي تقدمها المطاعم والوحدات الفندقية التابعة لمجموعة «أنتار كنتيننتال»... فإلى جانب أجنحة وغرف النزل الفاخرة والتي تضم أجنحة رئاسية وأخرى ملكية، والى جانب الخدمات الاخرى المتميزة، فإن المطاعم هناك تستجيب لكل أذواق الزوّار... فبين المطاعم الاوروبية والعربية والآسيوية والأمريكية وغيرها، تتنوّع الأكلات التي يختارها الحرفاء حسب الطلب وهو ما يمكن من الاستجابة لكل ما يطلبه الحرفاء من مأكولات ومشروبات، فضلا عن مراعاة خصوصية كل الحرفاء عند تصميم النزل والمطاعم والفضاءات التجارية. في الصيف يعتبر فصل الصيف في دبي موسم الاقبال الضعيف للسياح وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فيما تبدأ ذروة الموسم السياحي هناك منذ سبتمبر والى حد ماي، وتشتدّ خاصة في أشهر الشتاء. وهذا ما يدفع بالمؤسسات السياحية هناك الى إقرار تخفيضات كبرى في أسعارها وتقديم عروض خاصة للأطفال دون 16 عاما (مثلا مجانية الاقامة والتنقل والأكل) وللأزواج إضافة الى تقديم هدايا على غرار ما يقدّمه فندق أنتر كنتننتال من وصولات شراء من المركز التجاري التابع له تصل قيمتها 150 درهما (حوالي 70د تونسي) لكل حريف بعد قضاء ليلتين أو ثلاث، اضافة الى مجموعة هدايا أخرى... وينضاف كل هذا الى ما تقدّمه «طيران الامارات» من مجانية النقل للاطفال خلال هذه الفترة. كما تمتع أغلب المجالات التجارية بدبي حرفاءها خلال الصيف بتحفيضات هامة على الأسعار... رغم أن الصيف «مرهق» في دبي بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن السائح خلال هذه الفترة سيجد كل أسباب الراحة والرفاه سواء داخل النزل او في المراكز التجارية الكبرى أو أيضا في المقاهي والمطاعم... فباستثناء الشوارع لا يوجد في دبي مكان واحد خال من مكيفات الهواء... وهو ما يساعد على زيارة أكثر من مكان واستغلال التخفيضات في الأسعار في كل المجالات.