الحديقة العمومية بحي المعهد سبيطلة ممتدة الأطراف تحيط بها بناءات عصرية ذات حسن وجمال، وهي تعتبر رئة هذا الحيّ ومتنفسه. كانت فيما مضى تستهوي زائريها وتروّح عنهم. ولكن اليوم - كما تحدث إلينا العديد منهم وقد حزّ في نفوسهم والأسف باد عليهم أنّ حديقتهم العمومية المفضلة كانت الفضاء الرحب والمريح الذي يؤمه الصغار والكبار فينعشهم ويسرّهم- أصبحت في حاضرها تندب حظها فاستفحلت فيها الأعشاب الطفيلية واتلفت مساحات كبيرة منها ففقدت بريقها ورونقها وفي جزء آخر اكتسحته أكداس فضلات البناء. أما الفوانيس فقد أتلفت ولم يبق منها سوى الأعمدة جاثمة كالأشباح ولكن بدون إضاءة، فحتى قطعان الخرفان والأغنام تمتعت وأخذت نصيبها من الوليمة. وتساءل بعضهم أين بلدية المكان ؟ فهي غائبة ولم تعر الأمر أهمية ويتجلى ذلك بوضوح من خلال الصورة القاتمة والوضعية المزرية التي تعيشها حديقة المعهد. لذا يرى بعضهم أن الأمر يستدعي تدخل الجمعيات البيئية ووزارة البيئة والبلدية والمواطنين وردّ الاعتبار إليها باتخاذ إجراءات تهم تسييجها بالكامل لصيانتها وتكثيف الغراسات وإعادة تنوير أعمدتها وإقامة نافورة ماء فيها وتعهدها وحراستها فمدينة سبيطلة ذائعة الصيت بتاريخها وآثارها وحسن هندسة شوارعها ومعمارها وقد أدمجت ضمن البلديات السياحية فهل من المعقول أن لا يعي المواطن بواجباته وليست كل الأعباء تتحملها البلدية وحدها إلا إذا عاضدتها نظيرتها.