إنّ تصريح روجي لومار عقب هزيمة منتخبنا المخجلة في ملعب رادس مساء الأحد الماضي أمام منتخب بوركينا فاسو كان أقسى على كلّ التونسييّن من الهزيمة نفسها، فكيف يسمح لنفسه بالقول بأنّ الأمر لن يكون كارثيا إذا لم يتمكّن منتخبنا من الترشّح... فهل يعقل بعد كلّ ما تبذل من جهود وما ننفقه من أموال أن يخرج منتخبنا بخفّي حنين...؟ لو كان تونسيا لما قال هذا الكلام، وهذا بديهي باعتباره لا يمكن أن يشعر بقيمة الوطن إذ بدا واضحا أنّه لا يحمل في فكره ووجدانه أيّة عاطفة تجاه هذا الوطن، لقد بدا غير مكترث بما يجري حوله، والحال أنّه يمكن لأيّ غريب حلّ ببلادنا مساء الأحد الماضي أو صبيحة الاثنين أن يلاحظ مرارة الخيبة التي شعر بها التونسيون عقب الهزيمة الأخيرة، هذه الهزيمة التي كانت نتاج عوامل عديدة تتحمّلها الجامعة بدرجة أولى، فهي التي لم تقدم على إقالة روجي لومار منذ أشهر ولم تسع إلى انتداب خليفة له يشرف على المنتخب في هذه المرحلة الجديدة ويعدّ مجموعته للمواعيد الهامّة التي تنتظره، فلماذا أصرّت على الإبقاء على لومار؟ فهل تنتظر حتّى يقودنا إلى الهاوية لتتدخّل وتوجد البديل، ساعتها لا جدوى من ذلك ... بلدنا تعوّد على المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم، فلا يقبل بغير ذلك، ولا يروم المشاركة للمشاركة وإنّما يتوق إلى مشاركة مشرّفة وتبعا لما حصل سيحاسب التاريخ كلّ الذين تسبّبوا في هذا الإخفاق ولن ينسى التونسيّون ذلك ألم يشعر المسؤولون بالندم على تفاعلهم السلبي...؟ نعتقد أنّ الوقت قد حان كي تتدخّل سلطة الإشراف لتضع النقاط على الحروف وتعيد ترتيب البيت وتحمّل كل طرف مسؤولياته... الأمر لم يتوقف عند هذا الحدّ... المسؤولية يتحمّلها الإطار الفني فمنتخبنا بدا غير جاهز على جميع المستويات بدنيا ونفسانيا وتنظيميا، فلم يستعدّ للمباراة كأحسن ما يكون وقد بدا ذلك من خلال الأخطاء الفردية التي ارتكبها اللاعبون، هذا فضلا عن أنّ الممرن لومار لم تكن لديه فكرة واضحة عن المنافس الذي فاجأ منتخبنا في عقر داره وأمام جمهوره وألحق به هزيمة مذلّة في الدقائق العشر الأخيرة من المقابلة، فكان الافضل على جميع المستويات ولم يسرق انتصاره منّا، لومار بقي مصرّا على اعتماد طريقته العقيمة التي يسيطر عليها الحذر المبالغ فيه والتي غابت عنها المجازفة بالهجوم خاصة ومنتخبنا يخوض مباراته على ميدانه ... اختياراته كانت خاطئة مائة بالمائة ولكنّه مع هذا بقي متشبّثا بها وبقيت الجامعة متشبّثة به إلى آخر لحظة رغم مردوده الهزيل، هذا الموقف أربك الجميع فلم يفهموا شيئا ولم يجدوا أيّ مبرّر لهذا الإصرار فهم يريدون أن يفهموا ما يجري وما يدور بخلد لومار والجامعة... ليعلم المسؤولون أن المنتخب حقّ مشاع بين كلّ التونسيين، فهو أمانة بين أيديهم وعليهم أن يحافظوا عليه، فليبلغهم النداء، وليستفيقوا قبل فوات الأوان، وقبل أن يسبق السيف العذل، ساعة لا ينفع الندم، ولا ينفع التدخل ولا ينفع الترميم، وقتها لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر ...