الشروع في التباحث حول ملكيات الخواص تونس-الصباح: بعد استكمال الإجراءات الخاصة بالعقارات والمخازن العمومية المتواجدة في المنطقة,بدأت المصالح المعنية بانجاز المشروع الترفيهي والسكني "صقلية الصغرى" حيث تركز عملها على سبل تسوية العقارات الخاصة. والاتصال بأصحابها من اجل إيجاد تسوية قبل اللجوء إلى عمليات الانتزاع للمصلحة العامة وإعداد مثال التهيئة النهائي. وتبقى مسألة التعويضات وإعادة إسكان القاطنين في المنطقة وخاصة سكان العمارات من أهم المشاغل قبل الانطلاق الفعلي في المشروع. ومن المقرر حسب مثال التهيئة الأولي أن يمتد المشروع على مساحة 65 هكتارا من شارع الحبيب بورقيبة شمالا إلى محطة البضائع وسوق المنصف باي جنوبا ومن شارع الجمهورية شرقا إلى شارع قرطاج غربا . وسيكون مشروع صقلية الصغرى مكونا من أربعة أجزاء رئيسية: - يشمل الجزء الأول المنطقة المركزية الواقعة بشارع فرحات حشاد وتمتد من شارع علي درغوث جنوبا وهي منطقة التدخل ذات الأولوية خاصة انها تحتوي على عديد المخازن والعمارات السكنية والمحلات الصناعية والتجارية. - الجزء الثاني يمتد من شارع قرطاج غربا ونهج تركيا شرقا وعلي درغوث شمالا والمنصف باي جنوبا. - الجزء الثالث يقع جنوب شارع المنصف باي ويضم سوق الجملة سابقا ومحطة البضائع. - الجزء الرابع يقع بين نهج تركيا وشارع الجمهورية وشارع المنصف باي جنوبا وعلي درغوث شمالا. وقد شرعت بلدية تونس منذ فترة في إعادة إسكان 77 عائلة مقيمة في ظروف صعبة بالجزء الأول.هذا الى جانب بناء 4 عمارات بمنطقة الكبارية لايواء العائلات القاطنة حاليا في منطقة الأشغال.وقدرت تكلفة هذه العملية ب36 مليون دينار.كما أوجدت قطع أرض قامت بتهيئتها وخصصت لإيواء الورشات التي تجاوز عددها ال80 ورشة بمنطقة جبل الجلود ضمن منطقة أنشطة صناعية. تهذيب المناطق المحيطة والى جانب منطقة المشروع ,فان المناطق المحاذية والقريبة والمتداخلة ستشملها بدورها عمليات التهذيب والصيانة والتجديد حتى تتناسق مع النمط الجديد والوضعية الجديدة للمكان, وحتى لا تكون بمثابة النشاز وسط الأحياء والمشاريع الجديدة الملاصقة. من ذلك أن المناطق والانهج والشوارع المحاذية لمنطقة "صقلية الصغرى" ستشهد صيانة وتوسيعا للشوارع والأنهج واستحداث مساحات خضراء وبعث مساحات عمومية كبرى مهيكلة تتوفر وجوبا على مأوي تحتية للسيارات مع إعادة تهذيب عدد من العمارات ذات الطابع المعماري المتميز الموجود بالمنطقة والمحافظة على هذا الطابع.وتشمل التهيئة كذلك أحياء للمنطقة المركزية وإعادة إدماجها في محيطها العمراني والربط بين وسط العاصمة والأحياء والضواحي الجديدة على غرار بحيرة تونس مع تنظيم حركة المرور والتوقف اعتمادا على شبكة طرقات جديدة. مساهمة وعناية ايطالية وبعد أن تم الشروع منذ أيام في إزالة المخازن والمباني المتواجدة من جهة ميناء تونس والتي لا تمثل إشكالا كبيرا,فان المصالح البلدية تستعد هذه الأيام لإزالة المباني السكنية والصناعية التي تم إخلاؤها والحوار مع سكان العمارات على تهيئة مبانيهم قبل ان تتدخل البلدية وتقوم بنفسها بهذا الدور ومطالبة السكان بدفع المصاريف والتكاليف. ويذكر أن إعادة التهيئة وتجميل المنطقة ستساهم فيها عديد الأطراف منها الجانب الإيطالي الذي قرر المساهمة بمبلغ 12.2 مليون دينار لمساعدة بلدية تونس في تهيئة المنطقة وذلك نظرا لما يمثله المكان من علاقة بايطاليا وما يمثله من تاريخ وموروث مرتبط بهذه الدولة خاصة أن المنطقة ترتبط اسميا بمنطقة صقلية الايطالية والقريبة جدا من تونس.وكانت تسمية "صقلية الصغرى" ارتبطت بالمهاجرين القادمين من جزيرة صقلية الايطالية والذين عمروا المنطقة وفتحوا فيها ورشات صناعية وحرفية وشيدوا بها مساكن لا زالت لحد اليوم قائمة وتحمل الطابع المعماري الايطالي.