يستعد الجريد التونسي – توزرونفطة - لاحتضان تظاهرة ثقافية كبرى عنوانها مائوية ميلاد البشير خريف وذلك بداية من يوم 15 نوفمبر الى 17 ديسمبر القادم وتنتظم المائوية تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية وببادرة بحرص شديد وتشجيع خاص من الوزير محمد زين العابدين وسيتم افتتاح هذه التظاهرة حسب ما افاد به منسقها العام الكاتب والإعلامي محمد المي «الصباح» بمعرض وثائقي ضخم يحتوي على صور ووثائق ومخطوطات ومؤلفات البشير خريف وما كتب عن مسيرته الابداعية بصفة عامة وما انجز من بحوث تخص كتاباته. ولحسن تنظيم التظاهرة ولتكون في مستوى اهمية البشير خريف باعتباره من اهم وابرز اعلام تونس ومثقفيها وخاصة في كتابة القصة الملتصقة بالواقع التونسي سيتم التنسيق بين وزارة الشؤون الثقافية وبين مندوبيتي الثقافة بكل من ولاية تونس وولاية توزر لان اختتام التظاهرة سيكون في العاصمة. والاحتفاء بمائوية البشير خريف سيشارك فيه نادي القصة بالوردية خلال ملتقاه السنوي الذي سينعقد ايام 15و16 و17 ديسمبر بالحمامات كما افادنا محمد المي ان احتفالية مائوية البشير خريف ستمتد على مدى شهر كامل اي من 15 نوفمبر الى 15 دبسمبر 2017. يشتمل برنامج مائوية البشير خريف كذلك على ندوة فكرية كبرى ومداخلات تمتد على ثلاثة ايام ومن بينها محاضرات الافتتاح التي سيؤمنها كل من فوزي الزمرلي الذي سيحاضر عن ادب البشير خريف ومستويات التلقي ومحمد صالح بن عمر الذي سيتحدث عن خصوصيات تجربة البشير خريف السردية و جليلة الطريطر التي ستحاضر حول المرجعي في المتخيل الروائي: افلاس او حبك درباني وعبد الواحد ابراهم الذي سيقدم طالع النخيل وسعدية بن سالم وستهتم بموضوع خريف مؤرخا من خلال رواية بلارة و حسونة المصباحي وسيحاضر حول موضوع البشير خريف بين المكان الاول والمكان الثاني ومصطفى الكيلاني الذي سيتحدث عن فلسفة المروي في «الدقلة في عراجينها» وعمر حفيظ الذي سيقدم مداخلة بعنوان «البشير خريف في عيون النقاد»» ومحمد آيت ميهوب الذي سيحلل قصة المروض والثور . وحسب الموسوعة التونسية وموقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة فان البشير خريف من مواليد نفطة يوم 10 افريل سنة 1917 وتوفي سنة 1983 بدأت علاقته بالدراسة في كتاب «سيدي البغدادي» بالعاصمة و»مدرسة السلام» القرآنية وفي سنة 1925 التحق بالمدرسة العربية الفرنسية وتحصل منها على الشهادة الابتدائية سنة 1932. عقد البشير خريف علاقات وطيدة مع ابي القاسم الشابي وعلي الدوعاجي ومحمد صالح المهدي وانضم إلى نوادي رجال الصحافة والمسرح وقرأ روائع الأدب العربي والأدب الفرنسي. ونشر مقالاته في النقد المسرحي واقصوصة « ليلة الوطية « في جريدة الدستور التي اصدرها شقيقه مصطفى سنة 1937 وفيها تجلى ميله الى التيار الواقعي الاجتماعي وتعلقه باستعمال الدارجة في الحوار وعشقه بسبر أغوار الحياة العاطفية، ولكن النقاد وقتها تهجموا عليه وانتقدوا أقصوصة «ليلة الوطيّة» فاجبروه على الصمت. عمل البشير خريف تاجرا وتابع في نفس الوقت دروس «الخلدونية» في المساء حتى تحصل منها على شهادة ثم مدرسة العطارين التي تحصل منها على شهادة الدراسات العليا سنة 1947 ففتحت له مجال التدريس بالمدارس الابتدائية ووفرت له الوظيفة الحكومية دخلا قارا يسر له الاقبال على المطالعة والتأليف وتصفح كتب الأخبار والتاريخ. وتدرب في مدرسة الأقصوصة التونسية الفتية في الثلاثينات وتغذى بثمار حركة أدبية وفنية تجديدية أينعت في تونس في تلك المرحلة التاريخية الحاسمة التي اضطربت فيها أركان المجتمع واحتد الصراع بين المقلدين والمجددين. ولذلك مال إلى التيار التجديدي وواجه مناهضيه بشجاعة أدبية فتحت له مسلكا بكرا ورشحته ليفرض اسمه في دنيا الابداع الروائي منذ فجر الاستقلال. وتوصل إلى كتم أصوات خصومه وترصيع تاج الفن القصصي في تونس بدرر نفيسة ورؤية فكرية عميقة وروح نقدية مرحة.. وهو كذلك من أبرز من أنصفوا المرأة التونسية المغلوبة على امرها قبل الاستقلال. انضم البشير خريف في أواخر سنة 1958 إلى أسرة مجلة «الفكر» بنادي قدماء الصادقية إلى جانب أخيه الشاعر مصطفى خريف والأديب زين العابدين السنوسي صاحب مجلة العالم الأدبي» والأستاذ محمد مزالي مدير مجلة الفكر والأستاذ الباحث محمد فريد غازي. وعن طريق مجلة «الفكر» تعرف عليه القراء وبعد قصته «إفلاس أو حبّك درباني» التي مزج فيها الفصحى بالعامية تعرض الى هجمة شرسة من المحافظين على اللغة العربية. ومن بين مؤلفات البشير خريف يمكن ان نذكر»نخال بية»: صحيفة الزمان-1936و»ليلة الوطية»: صحيفة الدستور-1937و»حبك درباني»: مجلة الفكر-1958و«النقرة مسدودة»: مجلة الفكر-1959 و«خليفة الأقرع»: مجلة الفكر-1965و»رحلة الصيف»: مجلة الفكر-1970و»محفظة السمار»: مجلة الفكر-1970و»الدقلة في عراجينها» الدار التونسية للنشر-1959.و»برق الليل»: الدار التونسية للنشر-1961و»مشموم الفل»:الدار التونسية للنشر- 1975.