اهتزت منطقة «سيدي الظاهر» التابعة لمعتمدية بوعرقوب أمس الأول على وقع جريمة تجاوزت كل حدود الفظاعة راحت ضحيتها طفلة صغيرة مازلت تتحسس طريقها نحو الحياة...«بنية» قاصر مازلت تلهو وتمرح مع أترابها لا تعرف أي معنى لغدر البشر وخداعهم فما بالك إذا كانت يد الغدر يد والدها الذي من المفترض أن يوفر لها الرعاية والحماية ويغدق عليها عطفه وحنانه.. لحظة «جنونية» تجرد فيها الأب من كل مشاعر الإنسانية وتحول الى»وحش كاسر» ومارس «شيطنته» على فلذة كبده «غرس» كل «انيابه» وأفرغ كل غضبه في ابنته «اغتال» براءتها ونكل بها ايما تنكيل الى ان ماتت.. كسيرة.. ضعيفة وهي تقارب الهيكل العظمي جسديا في مشهد تعجز كل الصور البشعة عن وصفه... جريمة صادمة تقشعر لها الأبدان أفزعت متساكني تلك القرية الهادئة التي لم يسبق لها ان شهدت جريمة مماثلة فكيف لأب ان يتجرد من انسانيته ويعذب ابنته ويحتجزها وينكل بها ليصل بها الأمر في النهاية الى الموت البطيء الموجع الحزين.. الموت الصامت الذي «زلزل» كامل ولاية نابل بل كامل الجمهورية نظرا لبشاعة الجريمة. تفاصيل المأساة انطلقت حسب ما ذكره الياس الميلادي الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بقرمبالية ل «الصباح» عندما تحول كهل الى عيادة طبيب بمنطقة «برج حفيظ « ببوعرقوب وطلب الكهل من الطبيب التحول معه إلى المنزل لمعاينة حالة ابنته وتمكينه من شهادة وفاة ليتسنى له دفنها بعد أن أعلمه أنها توفيت بسكتة قلبية، وبتحول الطبيب للمعاينة هالته الحالة التي وجد عليها الجثة، فاستراب في الأمر سيما وان الكهل كان في حالة غير عادية وقام بإعلام أعوان مركز الحرس الوطني بالمكان والذين بتحولهم الى منزل الكهل المذكور بضيعة فلاحية صدموا لهول ما عثروا عليه حيث وجدوا جثة الهالكة التي تحمل أثار كدمات زرقاء بيديها وتقرحات في ساقيها بعد أن قام والدها باحتجازها داخل غرفة مغلقة لمدة فاقت الشهر وتقييدها بحبل ومنع عنها الأكل والشرب مما جعلها تموت جوعا، وبإعلام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية أذنت بفتح بحث في الغرض كما تم الإذن برفع جثة الهالكة لعرضها على الطب الشرعي وتم الاحتفاظ بالكهل الذي أنكر التهمة الموجهة إليه كما تم سماع أقوال زوجته. شقيقاها شهود وفي هذا السياق ذكر المندوب العام لحماية الطفولة مهيار حمادي ل»الصباح«انه تم التنقل إلى منزل عائلة الهالكة وتم التعهد بشقيقيها وتتراوح أعمارهما بين 7 و10 سنوات، اللذين عايشا حالة الاحتجاز والحرمان التي تعاني منه شقيقتهما الهالكة وتمت مرافقتها حتى عند حضورهما لدى الباحث الابتدائي لسماع أقوالهما حيث حضر معهما المندوب الجهوي للطفولة وأخصائي نفسي وتم تأمين وضعيتهما المادية والنفسية خاصة باعتبار أن حالتهما تتطلب متابعة مكثفة ورغم إننا نكرس مبدأ بقائهما لدى العائلة الموسعة إلا انه في بعض الحالات هذه العائلة لا تكون أهلا لحمايتهما كما سيتم تأمين المتابعة التربوية لهما إضافة إلى متابعة سير القضية». جريمة بشعة وقال حمادي «شفنا صور بشعة إلى أبعد الحدود» للهالكة التي وصلت على الأقل جسديا إلى وضعية «كارثية « باعتبارها محرومة من الأكل والشرب مما يدل أن الاحتجاز انطلق منذ مدة مطولة ولكن ننتظر تقرير الطبيب الشرعي لاستكمال البحث الابتدائي ولاطلاع مندوب حماية الطفولة عليه لتحديد ما تعرضت له الهالكة وما يمكن أن يكون قد تعرض له شقيقاها لأنهما لم يكونا بمنأى عن سوء المعاملة لأنه يبدو انهما تعرضا كذلك إلى سوء المعاملة معنويا وبدنيا وهذا ما سيتم إثباته اثر عرضهما على الأطباء النفسانيين. تواطؤ وأكد حمادي أن والد الهالكة في كامل مداركه العقلية ولا شيء يثبت انه يعاني من مرض نفسي قد يكون دفعه لارتكاب جريمته والهالكة هي ابنته من طليقته وقد جدد الزواج للمرة الثانية وله ابن من زوجته الثانية وهي حامل حاليا كذلك، وأكد أن الشكوك توجهت كذلك للزوجة لوجود تواطؤ منها باعتبارها تكتمت على جريمة الاحتجاز والتعذيب الذي تعرضت له الهالكة وشقيقاها كما يمكن أن تكون مشاركة في الجريمة في انتظار ما ستثبته الأبحاث في قادم الأيام.