أكد رئيس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» عبد المجيد الشرفي في بلاغ رسمي نشر الأربعاء المنقضي، أن إدارة المجمع ترفض عودة الاستاذ الجامعي المشرف على الأطروحة، التي قُدّمت بجامعة صفاقس وأُعتبرت تشكيكا في نظريات الفيزياء والفلك السائدة في الأوساط العلمية، إلى ممارسة العمل في جامعة صفاقس دون ان تقوم وزارة الإشراف بإجراءات تأديبية في حقه. وفي هذا السياق قال رئيس جامعة صفاقس، رفيق بوعزيز إن رئاسة الجامعة بمختلف هياكلها العلمية والإدارية والبيداغوجية كانت تعهدت بمتابعة ملف الأطروحة المذكورة ونفذت الإجراءات الضرورية بالتنسيق مع مصالح الوزارة، حماية للأمانة العلمية ولنواميس الجامعة ولأخلاقيات البحث العلمي، حسب قوله . قرارات وأفاد رئيس الجامعة انه تبعا لذلك قررت لجنة الدكتوراه والتأهيل المعنية صلب المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، منذ أفريل 2017، الرفض النهائي لهذا البحث ولكل الأعمال المنشورة في إطاره ولم تتم مناقشته أصلا، وذلك بناء على ما تم استنتاجه من إخلالات فادحة في المنهجية والأخلاقيات العلمية . أما بخصوص الأستاذ الجامعي المؤطر أكد رفيق بوعزيز أن السلطة التأديبية لأساتذة التعليم العالي ترجع أساسا لصلاحيات سلطة الإشراف، مبينا في ذات السياق أن «جامعة صفاقس استئناسا بالتحريات التي أنجزتها، بالتعاون مع الإدارة العامة للبحث العلمي صلب الوزارة من جهة، وبرأي لجنة الدكتوراه والتأهيل الجامعي في العلوم الجيولوجية بكلية العلوم بصفاقس من جهة أخرى، أحالت الملف برمته إلى سلطة الإشراف التي كلفت بدورها التفقدية العامة التابعة لها بتحديد المسؤوليات قصد اتخاذ القرارات اللازمة في الموضوع. رقابة.. وعما إذا كان رفض الأطروحة أو معاقبة الفريق المعني بها، يعد شكلا من أشكال الرقابة والحد من الحريات الأكاديمية، أكد رئيس جامعة صفاقس أن هذه الحريات محفوظة وتحرص الجامعة على صونها، والدليل على ذلك أن الهيئة العلمية المعروفة بلجنة الدكتوراه والتأهيل هي التي اتخذت قرار الرفض النهائي لهذا البحث، وفق قوله، مشددا على أنه لا ينبغي المساس بالمبادئ العلمية والأخلاقية ومن السمعة العلمية لأي هيكل أو جهة كانت. تداعيات يذكر أن الأستاذ الجامعي المقصود بالمنع من التدريس في كلية العلوم بصفاقس من قبل مؤسسة «بيت الحكمة» دون أن تتخذ بشأنه إجراءات تأديبية، هو الأستاذ المؤطر والمشرف على مشروع أطروحة الدكتوراه والبحث العلمي «الأرض مسطحة الشكل» وليست كروية، كانت إحدى الطالبات ستقدمه لنيل شهادة الدكتوراه من إحدى كليات مدينة صفاقس، وينتظر أن يشهد موضوع «الرفض» والمنع لأستاذ جامعي من الالتحاق بالتدريس تداعيات خطيرة في الفترة القادمة.