اجتمعت لجنة الدكتوراه والتأهيل الجامعي في الفيزياء بكلية العلوم بصفاقس يوم السبت 23 أفريل الماضي وحضرها أستاذ متقاعد متميز قضى حوالي 45 سنة في الخدمة تدريسا وتأطيرا شغل خطة عميد بالكلية وخطة مدير عام لمركز بحث بالإضافة إلى ما يزيد عن 12 سنة كمدير مخبر، فاعترض الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم العالي والبحث العلمي بصفاقس على حضوره ومشاركته أشغال هذه اللجنة رغم أن كل النصوص القانونية تؤكد وتقرّ أحقية الأساتذة المتميزين في المشاركة في لجان أطروحات الدكتوراه والتأهيل الجامعي. وحفاظا على حسن سير أشغال هذه اللجنة وحرصا منه على عدم تعطيل مصالح الطلبة والزملاء ما كان من هذا الأستاذ المتميز إلا أن غادر القاعة ولم يشارك في أشغال اللجنة. ولنا أن نتساءل هنا: * هل انقلبت الموازين رأسا على عقب حتى أصبح النقابي الغيور على مصالح زملائه والدفاع عنها بكل استماتة يعترض على قيام بعضهم بما يخوّله له القانون من المشاركة في أشغال لجان أطروحات الدكتوراه ولجان التأهيل الجامعي رغم أحقيتهم في هذه المشاركة وذلك حسب ما جاء في كل النصوص القانونية؟ * هل أصبح الكاتب العام للنقابة في بلد لغته العربية يعتمد تفسير النصوص القانونية باللغة العربية بالاعتماد على اللغة الفرنسية؟ في حين يعلم الجميع أن النصوص القانونية تقع صياغتها باللغة العربية ثم تتم ترجمتها إلى اللغة الفرنسية؟ * هل أصبح زميلنا الفاضل المحترم يعرف "لجنة الدكتوراه والتأهيل" حسب هواه فيعرفها تارة ب"لجنة الدكتوراه والتأهيل" وتارة أخرى ب"لجنة مناقشة أطروحة الدكتوراه" ويعتمد في ذلك النص باللغة الفرنسية؟ * ألهذا الحد اختلطت المفاهيم لدى الكاتب للنقابة حتى أصبح لا يفرق بين لجنة الدكتوراه والتأهيل (commission des thèses et d'Habilitation) ولجنة مناقشة أطروحات الدكتوراه والتأهيل (jury de thèses et d'Habilitation)؟ * هل من المعقول أن يشارك الأساتذة المتميزين في كلية العلوم بصفاقس المنتمون إلى قسم علوم الحياة في لجنة الدكتوراه وفي كل أبحاثها ويمنع زملاؤهم في قسم الفيزياء من المشاركة في هذه اللجنة؟ أم أن النصوص القانونية في نفس الكلية لا يقع تطبيقها بنفس الطريقة؟ * هل نصّبت النقابة نفسها في مكان سلطة الإشراف حتى أصبح الكاتب العام للنقابة يملي على إدارة الكلية وعلى كل الزّملاء ما يراه مطابقا لمصالحه الشخصية الضيقة دون اعتبار سلطة الإشراف؟ * هل أن المركزية النقابية (الاتحاد العام التونسي للشغل) هذه المنظمة العتيدة على علم بما يقوم به الكاتب العام للنقابة من تجاوزات ومن ممارسات لا علاقة لها تماما بالعمل النقابي؟ * وأخيرا وليس أخرا أليس من الأفضل للكاتب العام للنقابة أن يعود إلى رشده وأن يقلع عن مثل هذه التصرفات وأن ينصرف إلى القيام بالبحث العلمي بكل جدية وأن يحسّن من مردوده في هذا الباب دفعا لتطوير البحث العلمي وإعلاء لمكانة الجامعة التونسية بين الجامعات وقد عرف عن هذا الزميل بشدة غيرته على هذه الجامعة؟