تنامت في السنوات الاخيرة ظاهرة الاعتداء على الاطارات الطبية بلغ معدلها في ثلاثة اشهر فقط من سنة 2011 اكثر من 800 اعتداء بالعنف الجسدي دون اعتبار العنف اللفظي الذي بات الخبز اليومي. وعزت النقابات والهياكل الصحية هذه الظاهرة الى حالة الانفلات الأمني التي تلت الثورة لكن تواصل هذه الاعتداءات حتى بعد عودة الاستقرار الامني وعودة مؤسسات الدولة الى سالف نشاطها مما يطرح اكثر من تساؤل ابرزها تعلق اساسا بعقلية التعامل مع الملك العام. ورغم محاولات احتواء ظاهرة الاعتداءات والقضاء عليها عبر مطالبة نقابات القطاع الصحي بانتداب اعوان حراسة لحماية المستشفيات العمومية والتدخل الامني في كل حادثة تجد باي مؤسسة عمومية الا ان مسلسل تهشيم الملك العام والاعتداء الجسدي على الاطارات الطبية وشبه الطبية دون استثناء متواصلة وآخرها تعرّض الإطار الطبي وشبه الطبي وعون أمن بقسم الاستعجالي بمستشفى سهلول إلى الاعتداء بالعنف الشديد من طرف 3 منحرفين نهاية الأسبوع الفارط. وتمثلت الحادثة في تعرض عون الأمن بالمستشفى إلى إصابات بليغة اضافة الى تعرض الطبيب المقيم إلى كسر في اليد، وممرض لكسر على مستوى الساق، وممرض آخر لبعض الإصابات الخفيفة. وفي تعليقها على الحادثة قالت حبيبة الميزوني الكاتبة العامة للنقابة العامة للاطباء واطباء الاسنان والصيادلة الاستشفائيين الجامعيين ان ما حدث في مستشفى سهلول بسوسة استباحة للملك العام ولعون الصحة وحرمة المؤسسات الصحية العمومية متسائلة «كيف يسمح المواطن التونسي لنفسه بالاعتداء على من يقدم له خدمة صحية ويلحق اضرارا بتجهيزات المجموعة الوطنية؟ وارجعت الميزوني ما يحدث في المستشفيات العمومية الى ان الاعتقاد السائد هو في تفشي عقلية «رزق البيليك» مشيرة الى ان كل المستشفيات دون استثناء شهدت اعتداءات على اجهزتها واطاراتها الطبية حيث يسجل شهريا اكثر من اعتداء على المؤسسات الصحية بمختلف مناطق البلاد. سرقة وتحطيم معدات.. كما دعت المتحدثة الى ضرورة احداث قانون خاص لتجريم الاعتداء على المستشفيات والعاملين بها ومعداتها لانه من الواضح انه ترسخ في ذهن المواطن عقلية الافلات من العقاب خاصة بعد اطلاق سراح كل من تورطوا في السرقات وتحطيم المعدات بالمستشفيات. وفي سياق متصل افادت الكاتبة العامة للنقابة العامة للاطباء واطباء الاسنان والصيادلة الاستشفائيين الجامعيين أن تفشي ظاهرة سرقة الاسلاك النحاسية من المستشفيات ما يؤدي الى تعطل عديد المعدات مثل «السكانار» وغيرها لانها تشتغل بالكهرباء ما يؤدي الى تعطل عمليات الفحص على عديد المرضى مشيرة الى ان مثل هذه الظواهر في بعض الدول الاخرى يتم الحكم على مرتكبيها بالسجن مثال السعودية فان الاعتداء على مهني الصحة لفظيا او جسديا يعد جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لدة 10 سنوات وغرامة مالية تصل الى مليون ريال سعودي. إجراءات.. وكان وزير الصحة سليم شاكر اتخذ على خلفية حادثة مستشفى سهلول جملة من القرارات والإجراءات تتعلق بحماية المستشفيات اعلن عنها خلال اجتماع عقده اول أمس الأحد، مؤكدا على ضرورة التصدي لظاهرة العنف بالمؤسسات الصحية بكافة الوسائل القانونية. وقرر الوزير صياغة قانون لحماية أعوان الصحة العمومية وإطاراتها أثناء قيامهم بمهامهم إلى جانب تعزيز الأمن في المستشفيات وتدعيمه. ومن القرارات المتخذة أيضا وفق ما جاء بالصفحة الرسمية لوزارة الصحة» بموقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»: – إعادة هيكلة فضاءات أقسام الاستعجالي والفصل بين فضاءات الاستقبال وفضاءات العناية الطبية. – تأهيل وتكوين أعوان الاستقبال في حسن التواصل والتعامل مع المرضى ومرافقيهم وخاصة في ميدان التصرف في الحالات الحرجة. – إحداث فضاءات مخصصة لاعلام المرضى ومرافقيهم مما يمكن من المحافظة على سرية المعطيات الطبية. – العمل على تدعيم الموارد البشرية المختصة في أقسام الاستعجالي. – التسريع في تنفيذ برنامج تأهيل وتعصير أقسام الاستعجالي. كما طالب وزير الصحة وزارتي الداخلية والعدل بالتدخل ومعاضدة جهود وزارة الصحة في التصدي لكل الاعتداءات، وذلك خلال زيارة أداها أول أمس الى مستشفى سهلول بسوسة. ◗ جهاد الكلبوسي القضاء يأذن بالاحتفاظ بشخصين إثر حادثة اقتحام المستشفى أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بابتدائية سوسة 1 بالاحتفاظ بمتهمين على ذمة الأبحاث في حادثة اقتحام المستشفى الجامعي سهلول والاعتداء على بعض الأعوان وإطارات طبية وشبه طبية وفق ما أفادنا به محمد حلمي الميساوي الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية سوسة 1 ومازالت الأبحاث جارية معهما في انتظار إحالتهما على قاضي التحقيق. وكان مستشفى سهلول فجر الأحد الماضي مسرحا لأحداث دامية حيث قدم شاب إلى قسم الإستعجالي في حدود الساعة الرابعة وكان بحالة هستيرية ويعاني من إصابة بآلة حادة على مستوى البطن وأراد أن يقوم بالفحوصات قبل عدد من المرضى مقدّرا أن حالته استعجالية ولا تحتمل الانتظار ولكن الإطار الطبي وشبه الطبي طلبوا منه أن ينتظر حتى يأتي دوره لكنه تحول إلى وحش كاسر رافضا انتظار دوره على الرغم من وجود حالات استعجالية تتطلب التدخل الفوري أكثر منه لا سيما وانه تلقى الاسعافات اللازمة بوحدة الإنعاش قبل أن ينتقل إلى قسم الاستعجالي. ومباشرة أجرى اتصالا هاتفيا مع أبناء حيّه فحلّ شقيقه وصديقه على عين المكان وتعمد ثلاثتهم تهشيم معدّات القسم التي تقدر بآلاف الدنانير كما اعتدوا بالعنف على الأعوان والإطار الطبي وشبه الطبي. وللإشارة فإن طبيبا أصيب بكسر باليد وخضع لعملية جراحية كما أصيب ممرضين اثنين بكسور في الأرجل احدهما تستوجب حالته راحة لمدة شهرين بالإضافة إلى تعرض عون بالمستشفى الى إصابة بالرأس. وعلى اثر حادثة الاعتداء على قسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي سهلول تحول وزير الصحة سليم شاكر أمس الأول للاطمئنان على حالة المصابين ومعاينة الأضرار التي لحقت بالتجهيزات. وقد شدّد وزير الصحة على ضرورة اتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بردع الاعتداءات على العاملين بالقطاع الصحي مؤكّدا حرص الوزارة على التكفل والإحاطة بالمتضررين إلى حين استئناف نشاطهم كما دعا وزارتي الداخلية والعدل إلى تكثيف المراقبة الأمنية وإصدار قوانين ردعية للحد من مثل هذه الانتهاكات للمؤسسات الصحية والعاملين بها.