لاس فيغاس – نيفادا (وكالات) قتل مسلح 50 شخصا على الأقل وأصاب أكثر من 200 أثناء حفل لموسيقى الريف في مدينة لاس فيغاس الأمريكية فجر أمس إذ أمطر الجمهور بالرصاص من الطابق 32 في فندق لعدة دقائق قبل أن ترديه الشرطة قتيلا. وقال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب أحيط علما بإطلاق النار وإنه قدم تعازيه في الضحايا. وقال ترامب في تغريدة على تويتر «تعازي الحارة وتعاطفي مع الضحايا وأسرهم في إطلاق النار المروع في لاس فيغاس». وقالت المتحدثة سارة ساندرز إن البيت الأبيض يتابع الموقف عن كثب وأبدى الدعم الكامل للولاية والمسؤولين المحليين. وأكدت الشرطة أن عدد القتلى أولي. ويجعل هذا العدد الهجوم أكثر إطلاق نار جماعي دموية في تاريخ الولاياتالمتحدة متخطيا حصيلة مذبحة في ملهى ليلي في أورلاندو العام الماضي قتل فيها 49 شخصا. وفر الآلاف من الموقع في فزع وفي بعض الأحيان أسقط بعضهم البعض أثناء الفرار فيما سارع أفراد الشرطة لتحديد موقع المسلح وقتله. وجاب أفراد من جمهور الحفل المصدومين، وبعضهم ملابسه ملطخة بالدماء، الشوارع في ذهول بعد الهجوم. من هو منفذ الهجوم؟ وذكرت الشرطة أن المسلح أحد سكان المنطقة ويدعى ستيفن بادوك (64 عاما) لكنها قالت إنه ليس لديها معلومات بعد عن دوافعه. يأتي ذلك فيما أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم «داعش» الارهابي مسؤولية التنظيم عن العملية زاعمة أن «منفذ هجوم لاس فيغاس هو جندي للدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف». ونقلت عمن وصفته ب»مصدر أمني» قوله إن منفذ الهجوم «اعتنق الإسلام قبل عدة أشهر». وبحسب جوزيف لومباردو قائد شرطة مقاطعة كلارك، فإنه لا يعتقد أن المدعو ستيفن بادوك مرتبط بأي جماعة متشددة. وأضاف للصحفيين «ليس لدينا فكرة عن معتقداته... في الوقت الراهن نعتقد أنه كان المهاجم الوحيد وموقع الحادث لا يشهد تطورات». وأضاف «عثرنا على عدة أسلحة نارية داخل الغرفة التي كان ينزل فيها». وتعتقد السلطات إنها حددت مكان رفيقته في الغرفة ويقال إن اسمها ماريلو دانلي. ولم يفصح لومباردو عما إذا كان يشتبه بضلوعها في الهجوم لكنه وصفها بأنها «رفيقة» للمهاجم. كما حددت الشرطة مكان سيارتين كان المشتبه به يستخدمهما. وقال لومباردو إن رجل شرطة خارج نوبة عمله من بين القتلى فيما أصيب آخر بجروح خطيرة. ونبهت الشرطة إلى احتمال ارتفاع عدد القتلى. «ليلة أكثر من مرعبة» وأظهر تسجيل فيديو للهجوم حشودا فزعة وهي تفر فيما تواصل دوي إطلاق نار في أنحاء المنطقة. وتشتهر لاس فيغاس بأندية القمار وهي مركز للتسوق وللحياة الليلية بما يعني أن المنطقة كانت مزدحمة وقت وقوع إطلاق النار الذي حدث بعد قليل من العاشرة مساء الأحد بالتوقيت المحلي (04.00 بتوقيت غرينتش فجر أمس). وتجتذب لاس فيغاس نحو 3.5 مليون زائر من حول العالم سنويا. وقال مايك مكغاري وهو مستشار مالي يبلغ من العمر 53 عاما من فيلادلفيا إنه كان في الحفل عندنا سمع دوي مئات الأعيرة النارية. وقال «كان الأمر جنونيا. رقدت على أبنائي. إنهم في العشرينات. أنا في الثالثة والخمسين وعشت حياة جيدة». وقال شهود إن الكثير من نوادي القمار في المنطقة أغلقت أبوابها خلال الواقعة لمنع أي مهاجمين محتملين من الدخول. ووقع إطلاق النار في آخر ليلة من مهرجان «روت 91 هارفست» لموسيقى الريف الذي يستمر ثلاثة أيام ويحضره الآلاف. وذكرت وسائل إعلام أمريكية من بينها فوكس نيوز أن مغني موسيقى الريف الأمريكي جيسون ألدين كان يغني على المسرح عندما وقع إطلاق النار لكنه لم يصب. وكان الحفل مقاما خارج منتجع وكازينو ماندالاي باي في المدينة التي تشتهر بنوادي لعب القمار في ولاية نيفادا. وأشارت قناة «سي.إن.إن» إلى أن جميع الفنانين المشاركين في المهرجان بخير. وقال ألدين في بيان على انستغرام: «ليلة أكثر من مرعبة... يفطر قلبي لأن يحدث ذلك لشخص جاء فحسب لقضاء وقت ممتع في ليلة كان من المفترض أن تكون ممتعة». وأعاد إطلاق النار في لاس فيغاس إلى الأذهان إطلاق النار بشكل عشوائي أثناء حفل لموسيقى الروك في باريس عام 2015 مما أسفر عن مقتل 89 شخصا ووقع في إطار هجمات منسقة لإسلاميين متشددين أودت بحياة 130 شخصا. كما اثار في الاذهان ما حدث في احد الملاهي التركية في احتفالات رأس السنة، وقالت شاهدة تدعى كرستين لمحطة «سي.إن.إن»: «استمر الرصاص في الانهمار فحسب... الجميع قالوا لنا اركضوا.. اركضوا بأسرع ما يمكنكم».