عاش مقر المندوبية الجهوية للشباب والرياضة بالقصرين الموجود بالحي الاولمبي بالمدينة (قابلة القاعة المغطاة) يومي الاربعاء والخميس أجواء متوترة وحالة كبيرة من الاحتقان، بعد أن اقتحمت مجموعة من أساتذة الرياضة والتربية البدنية وموظفين بالمندوبية مكتب المندوب ورفعوا شعار «ديقاج» في وجهه ومطالبته بالرحيل متهمين إياه بتشويههم والافتراء عليهم، واجبروه على مغادرة المندوبية في سيارته الإدارية تحت حماية ومرافقة أمنية، وحسب مصادر من المندوبية فان هذا التحرك الاحتجاجي ضد المندوب جاء اثر كشفه لملف فساد يتضمن تبخر مبالغ مالية هامة في إحدى الصفقات وتجاوزات أخرى، إلى جانب ملفات عديدة أراد فتحها تتعلق بضرورة تنظيم الإدارة في المندوبية وفقا للقانون وهي أمور لم ترق للبعض ممن تضررت مصالحهم وأطراف اخرى لها علاقة بالموضوع فشنوا هجمة استباقية على المندوب حتى تعود الملفات إلى مكانها ولا يتم فتحها، وعوض الوقوف معه لتطهير المندوبية من كل شبهات الفساد ومساندته في مسعاه لتطبيق القانون والتصدي لمختلف التجاوزات فإنهم وباسم «الثورجية» عمدوا إلى التهجم عليه ومحاولة طرده بالعودة إلى شعار «ديقاج « ، اتهامات للمندوب بتشويه بعض الموظفين في المقابل أفادت مصادر من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي التي ينضوي تحت لوائها أساتذة الرياضة والتربية البدنية، أن التحرك الاحتجاجي المذكور جاء على خلفية «تطاول» المندوب على مدرسي الرياضة وصفعه لأحد الأساتذة لما تحول الى مكتبه لاستفساره حول التهم التي وجهها لبعض زملائه متهما إياهم بالفساد، في حين ذكر لطفي العمري(رئيس مصلحة بالمندوبية الجهوية للشباب والرياضة) لإذاعة «القصرين اف ام» الجمعياتية «أن المندوب منذ توليه منصبه لم يستطع الأعوان التواصل معه مما أدى إلى فوضى صلب الإدارة وعلى مستوى الخطط مما انعكس سلبا على سير العمل داخلها، بالإضافة إلى عدة تجاوزات مهنية في التعامل وترت العلاقة بين المندوب المذكور ومنظوريه.» المندوب ينفي ويرفع الأمر للوزارة حاولنا اكثر من مرة الاتصال بالمندوب الجهوي للشباب والرياضة لكننا لم نتمكن من ذلك.. إلا انه وفي تصريح لإذاعة «هنا القصرين» الجمعياتية يوم الاربعاء نفى المندوب خالد الجوادي أن يكون قد صفع أي أستاذ او تهجم على القطاع وأشار إلى أن المحتجين ارادوا طرده منادين بشعار «ديقاج» ظنا منهم أن هذا سيجعله يغادر مسؤوليته، وأضاف انه سيواصل عمله وقد رفع تقريرا في الغرض الى كل من وزارة الاشراف ووالي القصرين، من جهة أخرى افاد هذا الاخير في تصريح لنفس الإذاعة «ان ما حصل في مقر مندوبية الشباب والرياضة مرفوض تماما وانه أمر بفتح تحقيق في الغرض وهناك قضايا عدلية سترفع ضد كل من اعتدى على المندوب الجهوي لفظيا وعمد إلى تعطيل سير العمل حتى وان كانوا من العاملين في المندوبية» ، الوزارة تفتح تحقيقا على اثر ما حصل قررت وزارة شؤون الشباب والرياضة مساء الاربعاء فتح تحقيق إداري والكشف عن حقيقة ما وقع بين المندوب الجهوي والمحتجين عليه كما أذنت لمصالحها المركزية بالقيام بعمليات تفقد مالي بالمندوبية للتثبت من مدى وجود شبهات فساد ومن ثمة تحديد المسؤوليات واتخاذ القرارات التأديبية والردعية المناسبة .. إيقاف أستاذ والمحكمة تفرج عنه كما رفع المندوب قضية عدلية ضد أحد أساتذة الرياضة من الذين قال انهم اقتحموا مكتبه، اتهمه فيها بالاعتداء عليه ماديا ولفظيا وقدم شهادة طبية في الغرض، وقد تم إيقاف الأستاذ المشتكى به يوم الخميس لكن عند عرضه ظهر الجمعة على المحكمة الابتدائية بالقصرين قررت الافراج عنه في انتظار استكمال الابحاث. أين الحقيقة؟ ما عرفته المندوبية من أجواء متوترة واحتقان وما تردد عن وجود ملفات فساد وتردي العلاقة بين المندوب وبعض منظوريه لم يأت من فراغ وإنما هناك على الأقل بعض شبهات الفساد التي على السلط المركزية بوزارة شؤون الشباب والرياضة والجهوية بالقصرين والقضاء الذي وصلته الشكاوى التحري عنها وتحميل كل من تثبت إدانته، مسؤوليته مهما كان موقعه.