يعتبر نجيب غميض من افضل اللاعبين الذين أنجبتهم تونس على مرّ التاريخ.. فهو من «عباقرة» كرة القدم التونسية نظرا لما كان يتميز به من عطاء فوق الميدان وبنية جسمانية رائعة فضلا عن الامكانيات الفنية التي خولت له بان يكون أفضل لاعب ارتكاز..غميض ينزل ضيفا على «الصباح» في حوار مع نجم المنتخب والإفريقي سابقا. من العمران الى باب الجديد كانت انطلاقة اللاعب الدولي السابق نجيب غميض مع شبيبة العمران حيث تدرج من الاداني وصولا الى الأصاغر قبل ان يتحول الى ايطاليا لمدة عام ثم أمضى للنادي الإفريقي في موسم (72-71) ليحترف بعدها بأهلي جدة السعودي واعتزل اللعب نهائيا في موسم 1982.. وقد عمل مسؤولا بالنادي الإفريقي لمدة 4 مواسم (2010-2006) ثم مدير رياضي بالمنتخب الوطني.. هكذا لخّص نجيب غميض مسيرته الحافلة كلاعب ومسؤول. لاعب ارتكاز مميز.. وقوة منتخب 78 في اللحمة التحق لاعب الارتكاز نجيب غميض بالمنتخب الوطني منذ 74 وتدرب على يد أفضل المدربين على غرار اندري ناجي وعامر حيزم وعبد المجيد الشتالي وحميدة الذيب.. تحدث غميض عن خطته وقال في هذا الصدد: «لاعب الارتكاز يجب أن يتميز بالقوة الجسمانية والنضج التكتيكي وهي مواصفات توفرت في شخصي لكن مجموعة 78 كانت لحمة واحدة متجانسة ومتكاملة ونجحنا لأننا يد واحدة». بخيل في التدريب وموهوب عندما تسأل لاعبا من زملائه القدامى يقول لك إن نجيب غميض عبقري وموهوب لكنه بخيل في التمارين وهو ما لم ينفه ضيفنا: «فعلا كنت بخيلا ولا اريد التدرب أو القيام بالحركات التسخينية قبل المباراة وعندما أنزل إلى الملعب أقدم كل ما لديّ بفضل لياقتي البدنية المتميزة ولا أتوقف طيلة المباراة ودائما جاهز بدنيا». لا وجود لتحضير خاص مع الشتالي «لا يوجد تحضير خاص قبل المباراة.. نتدرب بصفة عادية وكل اللاعبين منضبطون ونعرف أننا نلعب من اجل اعلاء راية الوطن وتقديم وجه مشرف..» هذا ما قاله غميض تعليقا على التحضيرات قبل المباريات في مونديال المكسيك وأضاف قائلا: «أتذكر أن المدرب الشتالي ما بين الشوطين في مباراة المكسيك قدم لنا توجيهات لأننا قبلنا هدفا في الشوط الأول ثم رفع علم تونس وقال لنا لقد جئتم من أجل هذا العلم». لا ندخن أمام الشتالي والمسؤولين من بين الاشياء التي بقيت من مونديال 78 أن المدرب الشتالي يغض النظر عن بعض اللاعبين الذين يدخنون ولكنه في المقابل يطلب منهم أن يبذلوا كل ما لديهم خلال المباراة حسب بعض الروايات وقال غميض في هذا الصدد: «أولا لا بد من الاشارة الى أن 80 بالمائة من اللاعبين في العالم يدخنون وأتذكر جيدا بلاتيني وهو يدخن في مونديال المكسيك ولاعبي هولندا وغيرهم والمهم الانضباط والعطاء فوق الميدان.. وبالنسبة للاعبي المنتخب الوطني لم يسبق لأحدهم أن دخّن سيجارة أمام الشتالي أو المسؤولين.. كنا نحترمهم كثيرا وكنا خجولين». نلعب دون مقابل.. ونكتفي بمنحة «رمزية» المتعارف عليه اليوم أن لاعب كرة القدم مرتبط بعقد بفضله يتسلم راتبا شهريا ومنحة إنتاج وغيرها من الامتيازات الاخرى أما سابقا وفي السبعينات فالأمور مختلفة تماما هكذا تحدث نجيب غميض: «كنا نتحصل على منحة رمزية مع فرقنا خلال الفوز أو التتويج.. مثلا ذات موسم تحصلت على 50 دينارا منحة التتويج بالبطولة مع النادي الافريقي أما منحة الفوز في المباراة فإنها تتراوح بين 10 و15 دينارا.. لم نكن نطالب أو نتجرأ للحديث عن منحة بعد الترشح أو الفوز مثلا في مونديال 78 لا أتذكر أننا تحدثنا عن منحة.. مثلا في 77 ترشحنا الى الدور نصف النهائي في «الكان» وكنا من أفضل الفرق وخسرنا ثم لعبنا مباراة ترتيبية ضد احد المنتخبات ولم نكمل اللقاء لان الحكم لم يكن محايدا ولكن لم نتحصل على أي مكافأة.. أما اليوم تغيرت الأمور وأتذكر أنني عندما كنت مسؤولا في المنتخب وقبل نهائيات «الكان» اجتمعت مع قائد المنتخب وبعض زملائه والمدرب ومسؤول من جامعة علي الحفصي للحديث عن منحة الترشح وبقية المنح في صورة الترشح.. سابقا ايضا كانت الفرق تسعى الى توفير موطن شغل للاعبيها لكن اليوم تغيرت المعطيات بعد أن أصبح اللاعب محترفا». تواصل مع ذويب.. والبقية ابتعدوا تحدث نجيب غميض عن علاقته بزملائه القدامى وأكد أنه في تواصل مع مختار ذويب عبر الهاتف احيانا ويلتقي به أحيانا أخرى.. وقلما يلتقي بطارق ذياب وعتوقة والجبالي والقاسمي وقال في هذا السياق: «كنا سابقا دائما معا عندما كنت ألعب في السعودية مع أهلي جدة كان كل اللاعبين التونسيين الذين ينشطون في السعودية ينزلون في ضيافتي لان والدتي كانت ترافقني لمدة طويلة وتتولى طبخ اطباق تونسية من ذلك الكسكسي وكل اللاعبين تربطهم علاقة قوية بوالدتي التي تحبهم جميعا.. كما أننا نجتمع في منزلي عندما ترسل لي العائلة كل ما لذ وطاب من الأكلات التونسية.. كانت علاقتنا مميزة وقوية». علاقة قوية بطارق ذياب.. ولوم من أجل الجامعة تجمع نجيب غميض وطارق ذياب علاقة صداقة قوية وكثيرا ما يمجّد أمبراطور كرة القدم التونسية طارق ذياب نجيب غميض في حواراته وفي هذا الصدد قال غميض: «تجمعني صداقة ومحبة قوية بطارق ذياب الذي اعتبره أخا.. واذكر أنني كنت العب في العمران رفقة محمد علي موسى وكان طارق ذياب والهادي البياري في جمعية أريانة كنّا اصدقاء ونلتقي بعد المباريات وعلاقتنا متميزة.. وفي السعودية أتولى زيارة طارق وعائلته وكنّا نكنّ كل الاحترام والتقدير لبعضنا البعض في المباريات بين الترجي والإفريقي هذا ما جعل صداقتنا تتواصل إلى اليوم.. ولكن لومي الوحيد على طارق ذياب أنه لم يترأس جامعة كرة القدم وقلت له ذلك وكنت أتمنى أن يترشح لرئاستها لأنه قادر على اصلاح ما يجب اصلاحه وخدمة كرة القدم التونسية.. واعتقد أن اللاعبين القدامى ابتعدوا عن التسيير وشخصيا عندما شغلت منصب مدير رياضي بالجامعة انسحبت بعد فترة لان هناك أشياء لم تعجبني ولم أسع إلى استغلال منصبي ووجدت كل الاحترام والتقدير من علي الحفصي». لن أنسى هدفي المكسيك ويوغسلافيا رغم أنه يشغل خطة متوسط ميدان دفاعي فقد كان نجيب غميض هدّافا وسجل أهدافا حاسمة بقيت عالقة في ذاكرة التونسيين وقال في هذا الصدد: «لا يمكن أن أنسى هدف المكسيك وخاصة هدفي ضد يوغسلافيا في الألعاب المتوسطية حيث سجلت الهدف الثالث الذي ترشحنا بفضله بعدما كانت النتيجة متعادلة (2-2)». بن عمر «غميض» جديد وفي إجابة عن سؤال عن اللاعب الذي يشبهه على غرار البوعزيزي قال غميض: «نعم رياض البوعزيزي كان يشبهني.. لكن اليوم أرى نفسي في محمد أمين بن عمر وبإمكانه أن يصبح «نجيب غميض» جديد والهدف الذي سجله ضد غينيا يذكرني بهدفي ضد المكسيك والطريقة في التسجيل ووصول الكرة كانت متشابهة..لازالت تلك المباراة عالقة في ذهني». لهذه الأسباب انسحبت من الإفريقي عن علاقته بفريقه باب الجديد في المواسم الأخيرة قال غميض «عملت بالنادي الإفريقي في فترة كمال ايدير ومع قدوم جمال العتروس قمنا بتسليم المهام وغادرنا ثم التحقت بالمنتخب الوطني لفترة قصيرة.. عدت إلى الإفريقي في فترة سليم الرياحي لكن اختلفت معه في وجهات النظر وانسحبت لغياب الجدية في التعامل مع مختلف الملفات داخل الفريق». الإفريقي بعيد عن مستواه.. وسوء التصرف أضرّ به كما قال غميض أيضا «خلال فترة الرئيس كمال ايدير حققنا نتائج جيدة حسب الامكانيات المتوفرة وفرضنا الانضباط داخل المجموعة فقد كان مهدي ميلاد يحاصر اللاعبين أينما ذهبوا.. لكن اليوم هناك سوء تصرف في الإفريقي على جميع المستويات.. من ذلك انتداب أوندوما كان خاطئا فهذا اللاعب لعب لفائدة الوداد المغربي لمدة 7 سنوات وتم تسريحه لأنه غير قادر على العطاء ومن الواضح أنه لن يفيد الفريق لكن تم انتدابه قبل أن يصاب على مستوى الأربطة المتقاطعة ويخسره الفريق.. وأعتقد أن المراهنة على الشبان أمر ضروري فضلا عن الاستمرارية على المستوى الإطار الفني.. شخصيا أتابع الفريق في التمارين والمباريات رفقة اللاعب السابق حسن الخلصي وأعتقد أنه مازال بعيدا عن مستواه في غياب الاستقرار على مستوى التركيبة الأساسية والمدرب بصدد اختبار اللاعبين». الافريقي صرح لن يهوى رغم الهزات والمشاكل فقد تجاوز النادي الافريقي مشاكله في الفترة الأخيرة ولم يكن ترشحه للدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإفريقي صدفة وهنا علّق غميض قائلا: «ذلك هو النادي الإفريقي فهو صرح لا يهوى والجمهور نقطة قوته والذي يعطي شحنة كبيرة للاعبين.. وسيبقى الإفريقي دائما في المراتب العليا». هذه نصيحتي لمعلول.. وعليه المراهنة على «المحليين» شهد المنتخب الوطني تطورا منذ قدوم نبيل معلول ونجح في تكوين منتخب يتكون أغلبه من المحليين وقدم مردودا جيدا أمام غينيا وهو يشق الطريق الصحيح.. وسعدت جدا بتوجه معلول ومراهنته على لاعبي البطولة المحلية.. ونجاح المنتخب يكمن في اللعب الجماعي.. وشاهدنا أن هدف بن عمر ضد غينيا كان ثمرة عمل جماعي.. بالنسبة للاعبين المحترفين من الصعب أن ينسجموا مع بقية اللاعبين لان أغلبهم يحترف في الدرجة الثانية للبطولات الأوروبية وهي لا تبعد كثيرا عن بطولتنا.. وأنصح معلول أن يعمل على تجميع العناصر الوطنية مرة في الأسبوع أو على الأقل مرة في الشهر وبرمجة لقاء مع ابرز اللاعبين في بقية الأقسام». خليفة مكانه في المنتخب والعيادي أيضا وعن غياب لاعبي النادي الإفريقي عن المنتخب أكد غميض بالقول «صابر خليفة لديه مكان في المنتخب الوطني وقد استعاد مؤهلاته بصفة تدريجية وأتمنى أن يعود غازي العيادي الى التشكيلة الأساسية للنادي الافريقي لأنه لاعب متميز وقادر على اقناع معلول لذلك آمل ان يتجاوز هذه الوضعية».