- كرتنا بخير.. ولهذا لا نتدخل في شؤون النادي الصفاقسي مختار ذويب هو أحد عناصر فريق الأحلام في 78 بالأرجنتين ومازال الشعب التونسي الى اليوم ينتشي بهذا الانجاز.. المعروف أن ذويب لاعب متميز ويتمتع بأخلاق عالية وهو لاعب من الجيل الذهبي للنادي الصفاقسي والمنتخب الوطني وقدم الكثير للكرة التونسي.. عطاؤه تجاوز الميدان ورغم ابتعاده فانه يقوم بعمل اجتماعي وإنساني كبير من خلال السعي دائما الى لم شمل اللاعبين القدامى وأصبح همزة الوصل بين كل الاجيال والأكثر من ذلك فانه لا يتردد في تقديم يد المساعدة لكل زملائه من مختلف الفرق.. ذويب صاحب الانجازات والتتويجات مع الصفاقسي ونسور قرطاج.. تحدث ل"الصباح" في هذا الحوار المشوق عن أهم مراحل مسيرته الكروية والنادي الصفاقسي والمنتخب الوطني.. فكان ما يلي: بداية ب"البطحاء" انطلاقة مختار ذويب لم تختلف عن أبناء جيله وقد كانت في "البطحاء" التابعة للمدرسة حيث كان يمارس كرة القدم في أوقات الفراغ رفقة أصدقائه وأخيه التوأم الطيب ذويب.. ولفت ذويب انتباه عبد الحميد المصمودي أحد المهتمين بالمواهب الشابة وألحقه بالنادي الصفاقسي سنة 1964 ليتدرج بكل الأصناف فيما خيّر أخوه التوأم الانسحاب بسبب التزاماته المهنية بالعاصمة.. وفي سن 18 سنة انضم لأكابر فريق عاصمة الجنوب والمنتخب الوطني ولعب أيضا في كل الأصناف وخاض أول مباراة له ضد البرازيل كانت آنذاك في أوجها وفازت على منتخبنا ب(4-1). وفي هذا الصدد تحدث ذويب ل"الصباح" عن المدرب الذي اكتشفه في المنتخب وقال:" أول مدرب وجه لي الدعوة كان عامر حيزم سنة 1971 ثم أندري ناجي ومختار بالطاهر وعبد المجيد الشتالي رفقة توفيق بن عثمان". فريق الأحلام.. والعصر الذهبي اعتبر ذويب منتخب 78 بأنه يمثل العصر الذهبي لكرة القدم التونسية حيث كان اللعب فقط من أجل تشريف الراية الوطنية ولم تكن مسألة الأمور المالية مطروحة عندهم أبدا لكن في المقابل كانت الجمعية تلتزم بتوفير موطن شغل للاعب وقال في هذا السياق: "كنت أتنقل رفقة عقيد والعقربي من صفاقس الى العاصمة في القطار أو سيارات الأجرة.. ظروف اللاعبين في ذلك الوقت كانت صعبة ولكننا شرّفنا بلادنا وأمتعنا الجمهور ومازال الشعب التونسي يعيش على وقع انجاز منتخب 78..أما نحن فقد كسبنا محبة الناس التي لا تقدر بثمن". هكذا كافأنا الشعب بعد مونديال 78 لحظات لا يمكن أن أنساها بعد عودتنا من الأرجنتين وبطلب من الرئيس الحبيب بورقيبة تم تنظيم استقبال شعبي على شرفنا من قبل الجمهور الذي تحول الى المطار بأعداد غفيرة في لحظات لا تنسى ومازالت عالقة في ذهني".. هكذا تحدث ذويب بكل فخر عن الاستقبال الشعبي بعد انجاز الارجنتين 78. الاحتراف في السعودية بعد التألق في المونديال نالت العناصر الوطنية اعجاب كل المتابعين وقد تلقوا العروض من مختلف البطولات وتم إقرار الاحتراف بعد أن كان ممنوعا في تونس وأمضى حوالي 8 لاعبين عقود احتراف في السعودية من بينهم ذويب وذياب وبن عزيزة وغميض والعقربي والمرحوم عقيد والكعبي. همزة الوصل بين اللاعبين كان ذويب همزة وصل بين لاعبي جيله وحتى بقية الاجيال والمعروف انه دائما يسعى الى لمّ شمل اللاعبين وفي هذا الصدد صرح قائلا: "كرة القدم علمتنا التآخي والتآزر وحب بعضنا البعض كانت علاقاتنا قوية وكنا نتعانق ونلتقي معا بعد مبارياتنا مع انديتنا ثم نجتمع بعد ذلك في المنتخب.. اليوم أيضا نسعى الى تجميع اللاعبين في مختلف المناسبات ونزور اي لاعب تعرض لوعكة صحية مهما كان فريقه ولم نتأخر في القيام بالواجب وشخصيا بعد هذا الحوار سأقوم بالاطمئنان على صحة علي رتيمة الذي يقيم حاليا في احد المستشفيات بالعاصمة وقد قمنا بزيارته منذ أيام في منزله.. هذه القيم تعلمناها من سابقينا في النادي الصفاقسي على غرار النجار وعلية ساسي وغيرهم من اللاعبين الذين كانوا قدوتنا". العقربي بخير.. وعلى اتصال بالتلمساني تحدث ذويب عن علاقته بلاعبي جيله وبقية الأجيال وقال في هذا الصدد: "بالأمس التقيت بتميم الحزامي كما ذهبت للاطمئنان على حمادي العقربي وحالته مستقرة ومطمئنة.. وأنا على اتصال دائم بزياد التلمساني والجندوبي والقاسمي وعلاقتي جيدة أيضا بطارق ذياب وغميض والشبلي ويبقون من القيم الثابتة وقد قمنا بتأسيس جمعية قدماء اللاعبين وسندرس مختلف الحالات الاجتماعية ولن نتردد في تقديم يد المساعدة" هكذا راوغت عتوقة.. تحدث ذويب عن الاجواء في المنتخب وقال ان اللاعبين كانوا عائلة واحدة وخص بالحديث الحزامي وعتوقة وقال في هذا السياق: "الحزامي وعتوقة كانا يخلقان اجواء مرحة داخل المجموعة في التربصات حتى أننا لا نمل أبدا وكنا جميعا يدا واحدة وقلبا واحدا.. ومن أهم الطرائف التي بقيت عالقة في ذهني في مباراة مصيرية ضد مصر من أجل الترشح لمونديال 78.. والمعروف أنني منضبط جدّا ولا أسهر وأنام باكرا.. فقال لي الحارس عتوقة يجب أن تعدني بان نخرج جميعا للاحتفال في سهرة عالمية في حال الفوز على مصر والترشح الى المونديال فوافقت على ذلك دون تردد ولكن اثر نهاية اللقاء راوغته وهربت بجلدي". هذا هو الفرق بين كرة الأمس واليوم.. كرة القدم كانت هواية وتنقل لاعب من فريق الى آخر غير مطروح ويعتبر عيبا وكانت الظروف صعبة جدا واليوم تغيرت الامور بدخول الاحتراف وتحسنت وضعية اللاعب وصارت افضل من قبل". لن أنسى هدف المكسيك.. وهذا ما قاله غميض أكد ذويب بان هدفه ضد المكسيك كان الأفضل في مسيرته ومن الطرائف أن تميم دائما يقول لي لولا تمريرتي لما تمكنت من تسجيل هدف.. أما أحسن تتويج في مسيرتي فكان الترشح الى المونديال وبهذه المناسبة اتقدم بأحر التهاني للمنتخب الوطني بعد الترشح الى المونديال وأقول للاعبين انهم سيكونون افضل سفراء لكرتنا". النادي الصفاقسي على الطريق الصحيح ولهذه الاسباب لا نتدخل في شؤون فريقنا في ظل التذبذب والضبابية في النادي الصفاقسي خصوصا عدم استقرار الإطار الفني قال ذويب: "النادي الصفاقسي عائلتي ولها فضل كبير عليّ الهيئة المديرة الحالية تسعى الى توفير الظروف الملائمة وأهم مكسب للفريق التعويل على الشبان والجمهور مطالب بالصبر ولا خوف على فريقنا الذي يسير في الطريق الصحيح ونتمنى ان يوفق الدريدي في مهمته بعد نجاحاته السابقة مع فرق أخرى.. كما نأمل أن تقتدي بقية الاندية بفريق عاصمة الجنوب وتعول على أبنائها.. ونحن لن نتخلى عن فريقنا الذي ترعرعنا فيه فقد أنجب أجيالا مثل النجار وبلقايد وقراجة والمليتي ونعتبره عائلتنا الأولى ولكننا نرفض الدخول في شؤون الفنيين أو المسؤولين ونسعى الى تقديم يد المساعدة متى احتاجونا ونعتبر ذلك واجبا لذلك أطلب من كل اللاعبين مساندة الفريق والوقوف الى جانبه ونحن لدينا لجنة فنية تكونت منذ عامين وساهمنا في الانتدابات.. ونأمل أن تعول كل الاندية على أبنائها وتبتعد عن الاجانب واللاعب الجاهز ولعلمك فان أكاديمية النادي الصفاقسي من أفضل الأكاديميات في تونس بفضل الجدية والانضباط والمراهنة على التكوين القاعدي". كرتنا بخير اعتبر ذويب أن كرتنا بخير رغم خيبة انديتنا الافريقية وقال في هذا الصدد: "تحسن مردود أنديتنا في المواسم الأخيرة لكننا نطمح دائما الى الأفضل وهم في الوقت الحالي في الطريق الصحيح". هذه رسالتي الى أبناء معلول أنا سعيد بالترشح للمونديال وخصوصا للمدرب نبيل معلول الذي قام بانجاز يفتخر به كل التونسيين بعد انجاز عبد المجيد الشتالي في 78 لذلك أقول للاعبين: بأن تونس أمانة بين أيديهم ولا يمكن أن نلومهم على مردودهم في مباراة ليبيا لان ذلك كان متوقعا نتيجة الضغط المسلط عليهم.. ونحن نعلق عليهم آمالا كبيرة لتشريف الراية مثل منتخب 78 حيث ربحنا المكسيك وتعادلنا مع ألمانيا وانهزمنا ضد بولونيا.. لذلك عليهم أن يثقوا في أنفسهم وإمكانياتهم وان يكونوا في قيمة الحدث وان يمرّوا إلى الدور الثاني". نجاة أبيضي